مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج14-ص135
يتخذ الرقيق القلب لذكر الجنة، ويهيج الشوق إلى العالم الاعلى، وتأثير القرآن والدعاء في القلوب، بل في قوله: ( لهو الحديث ) إشعار بذلك أيضا.
مع أن رواية الوشاء محتملة لان تكون تفسيرا للغناء بلهو الحديث، لا بيانا لحكمه، فلا تكون شاملة لما لا يصدق عليه لهو الحديث لغة وعرفا.
مضافا إلى معارضة هذه الاخبار مع ما روي في مجمع البيان عن الصادق عليه السلام: (أن لهو الحديث في هذه الاية: الطعن في الحق والاستهزاء به) (1).
ورواية أبي بصير: عن كسب المغنيات، فقال: (التي يدخل عليها الرجال حرام، والتي تدعى إلى الاعراس ليس به بأس، وهو قول الله عز وجل: (ومن الناس من يشتري) (2) – الاية -)، فإنها تدل على أن لهو الحديث هو غناء المغنيات التي يدخل عليهن الرجال، لا مطلقا.
وإلى أن الظاهر من رواية الحسن بن هارون (3): أن الغناء – الذي اريد من لهو الحديث – مجلس، وهو ظاهر في محافل المغنيات.
وإلى أن مدلول سائر الاخبار المفسرة أن الغناء فرد من لهو الحديث، وأنه بعض ما قال الله سبحانه، فيشعر بأن المراد من لهو الحديث معناهاللغوي والعرفي الذي فرد منه الغناء، وهو لا يصدق إلا على الاقوال الباطلة الملهية لا مطلقا.
(1) مجمع البيان 4: 313.
(2) الكافي 5: 119 / 1، التهذيب 6: 358 / 1024، الاستبصار 3: 62 / 207، الوسائل 17: 120 أبواب ما يكتسب به ب 15 ح 1.
(3) المتقدمة في ص: 131.