مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج14-ص119
التأثير.
أقول: أما تحريمه لاجل فساد المذهب فمما لا وجه له، إذ لا مدخلية للمذهب واعتقاد التأثير من الكواكب في التنجيم، لان غاية ما يترتب عليه أنه يحدث كذا عند وضع كذا.
وأما أنه هل هو من تأثير النجم مستقلا أو اشتراكا، حتى يكوناعتقاده حراما.
أو من باب العلامات والامارات على ما أجراه الله تعالى بعادته عقيبها، حتى لم يحرم اعتقاده، على ما صرح به الاكثر، كالسيد والمفيد والكراجكي وابن طاووس والمحقق الثاني وشيخنا البهائي والمجلسي (1) وغيرهم (2).
أو من قبيل تسخين النار وتبريد الماء: أو غير ذلك.
فليس من مسائل النجوم ولا من متفرعاتها، بل هو من المسائل الطبيعية.
وليس التنجيم إلا كالطب، فكما لا يبتني الطب على اعتقاد أن تأثير الدواء هل هو من جهة نفسه أو من الله سبحانه، فكذلك النجوم، والظاهر أن فساد اعتقاد بعض المنجمين أوجب توهم بعضهم أنه ناشئ من جهة التنجيم.
وأما من حيث كونه قولا بما لا يعلم، فمع أنه لا يحرم التعليم ولا
(1) حكاه ابن طاووس عن السيد والمفيد وقال به في فرج المهموم: 81، والمجلسيعنهما والبهائي وقال به في البحار 55: 278 و 281، الكراجكي في كنز الفوائد 2: 227 عن فرج المهموم، المحقق الثاني في جامع المقاصد 4: 32.
(2) كالشهيد في الدروس 3: 165 والقواعد والفوائد 2: 35.