مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج13-ص57
النفر الاول) (1).
والمراد من ارتفاع النهار: طلوع الشمس، فإنه ارتفاع بالنسبة إلى طلوع الفجر، وإنما حملناه على ذلك إذ لم يقل أحد بأن المبداء ارتفاع الشمس.
خلافا في مبدئه للمحكي عن الوسيلة والاشارة ووالد الصدوق،فجعلوه أول النهار الصادق على ما بين الطلوعين أيضا (2)، ولعله لرواية علي بن عطية المتقدمة، وقد عرفت ضعف دلالتها، فتبقى صحيحة إسماعيل السابقة وغيرها خالية عن المعارض.
ويمكن قريبا أن يكون مرادهم من أول النهار: طلوع الشمس، كما هو مصطلح الهيئويين، ووقع في بعض كتب اللغة (3).
وعن الخلاف والغنية والاصباح والجواهر، فجعلوه بعد الزوال (4)، لنقل بعضهم الاجماع (5)، وصحيحة ابن عمار المتقدمة في المسألة الاولى.
والاول ليس بحجة، سيما مع جعل هذا القول في المختلف شاذا لم يعمل به أحد من علمائنا (6).
وكذا الثاني لو حمل على الحقيقة، لمخالفتها الشهرة العظيمة، مع أنها
(1) الفقيه 2: 289 / 1426، الوسائل 14: 68 أبواب رمي جمرة العقبة ب 13 ح 1 وفيه صدر الحديث.
(2) الوسيلة: 188، الاشارة: 138، حكاه عن والد الصدوق في المختلف: 310.
(3) المصباح المنير: 627، مجمع البحرين 3: 507.
(4) الخلاف 2: 351، الغنية (الجوامع الفقهية): 581، الجواهر: 43.
(5) كما في الخلاف 2: 351، والغنية (الجوامع الفقهية): 581، والجواهر: 43، والرياض 1: 427.
(6) المختلف: 311.