مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج12-ص231
وأن يدعو عند إفاضته بما رواه هارون بن خارجة: اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو اظلم أو أقطع رحما أو ذي جار) (1).
وأن يفيض بالاستغفار، لصحيحة ابن عمار: (إذا غربت الشمس فأفض مع الناس وعليك السكينة والوقار، وأفض بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن اللهغفور رحيم) (2) فإذا انتهيت إلى الكثيب الاحمر عن يمين الطريق فقل: اللهم ارحم موقفي، وزد في علمي، وسلم لي في ديني، وتقبل مناسكي.
وإياك والوجيف الذي يصنعه الناس، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أيها الناس إن الحج ليس بوجيف الخيل ولا إيضاع الابل، ولكن اتقوا الله وسيروا سيرا جميلا، ولا توطئوا ضعيفا ولا توطئوا مسلما، وتوأدوا واقتصدوا في السير، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكف ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرجل ويقول: أيها الناس عليكم بالدعة، فسنة رسول الله صلى الله عليه وآله تتبع)، قال: وسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (اللهم أعتقني من النار) يكررها حتى أفاض الناس، فقلت: ألا تفيض، فقد أفاض الناس ؟ قال: (إني أخاف الزحام وأخاف أن أشرك في عنت إنسان) (3).
أقول: الوجيف والايضاع كلاهما بمعنى الاسراع.
وتوأدوا من التؤدة وهي: التأني.
والعنت: المشقة.
ويتوسط بسكينة
(1) الكافي 4: 467 / 3، الوسائل 14: 6 أبواب الوقوف بالمشعر ب 1 ح 3.
(2) البقرة: 199.
(3) التهذيب 5: 187 / 623، الوسائل 14: 5 أبواب الوقوف بالمشعر ب 1 ح 1، بتفاوت يسير.