مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج12-ص212
البحث الثاني في كيفيته وهي إما واجبة أو مندوبة، فهاهنا مقامان: المقام الاول: في واجباته، وهي
على ما مر بيانها غير مرة، ووقتها أول وقت الكون، كما
الثاني: الوقوف بعرفات،
وهو واجب إجماعا، بل ضرورة دينية، وتصرح به الاخبار.
روى في المجمع عن الباقر عليه السلام، قال: (كانت قريش وحلفاؤهم من الخمس (1) لا يقفون مع الناس بعرفة، ولا يفيضون منها، ويقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج من الحرم، فيقفون بالمشعر ويفيضون منه، فأمرهم الله أن يقفوا بعرفات ويفيضوا منه) (2).
فائدتان: الاولى: المراد بالوقوف بها: الكون فيها، سواء كان نائما أو مستيقظا، قاعدا أو قائما أو راكبا، ساكنا أو ماشيا، للاصل، وصدق الوقوف بعرفات على جميع الحالات، وإن كان بعض الحالات أفضل بالنسبة إلى
(1) الخمس: الاحلاف في قريش خمس قبائل: عبد الدار وجمح وسهم ومخزوم وعدي بن كعب – لسان العرب 9: 54.
(2) مجمع البيان 1: 296 بتفاوت يسير.