مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج10-ص422
القمر وقت غروب الشمس في البلد الاكثر طولا بحيث لا يمكن رؤيته، لعدم خروجه عن الشعاع، ويبعد عن الشمس فيما بين المغربين بحيث يمكن رؤيته في البلد الاقل طولا.
مثلا: إذا كان طول البلد مائة وعشرين درجة وطول بلد آخر خمس وأربعين درجة، فيكون التفاوت بين الطولين خمس وسبعين درجة، وإذا غربت الشمس في الاول لا بد أن يسير الخمس والسبعين درجة بالحركةالمعدلية حتى تغرب في البلد الثاني، ويقطع الخمس والسبعين درجة في خمس ساعات، وفي هذه الخمس يقطع القمر بحركته درجتين، وقد يقطع درجتين ونصف، بل قد يقطع ثلاث درجات تقريبا.
وعلى هذا، فربما يكون القمر وقت المغرب في البلد الاول تحت الشعاع، ويخرج عنه في البلد الثاني، أو يكون في الاول قريبا من الشمس فلا يرى لاجله، وفي الثاني يرى لبعده عنها، ولمثل ذلك يمكن أن يصير الاختلاف في العرض أيضا سببا لاختلاف الرؤية في البلدين، لانه أيضا قد يوجب الاختلاف في وقت الغروب وإن لم يختلفا في الطول، فإنه لو كان العرض الشمالي لبلد أربعين درجة يكون نهاره الاطول خمس عشرة ساعة تقريبا، ويكون في ذلك اليوم – الذي يكون الشمس في أول السرطان – النهار الاقصر للبلد الذي عرضه الجنوبي كذلك، ويكون يومه تسع ساعات تقريبا، ويكون التفاوت بين اليومين ست ساعات، ثلاث منها لتفاوت المغرب، ويقطع القمر في هذه الثلاث درجة ونصفا تقريبا، وقد يقطع درجتين، وتختلف رؤيته بهذا القدر من البعد عن الشمس.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنه قد دلت الاخبار على أنه إذا ثبتت الرؤية في