مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج3-ص387
والاصعي وأبي عبيدة، وربما ظهر من القاموس ومجمع البحرين (1) والكنز: الميل إليه، والظاهر من السيد أنه المعروف من اللغويين (2)، وفسره النيشابوري به أيضا (3)، وكذا الشيخ في النهاية (4)، ونسبه بعض مشايخنا إلى كثير من فقهائنا بل أكثرهم (5).
وبهذه الاقوال تعارض أقوال المفسرين له بالارض، ويخرج الاخير عن الحجبة، مع أن الاول هو الظاهر من الاية (6)، لظهور عود الضمير المجرور ب ” من ” إلى الصعيد، ولا ينافيه ارجاعه في الصحيح إلى التيمم (7)، لظهور أن المراد به ما يتيمم به.
ويؤيده: قوله في صحيحة زرارة: ثم أهوى بيده إلى الارض فوضعهما على الصعيد (8).
وبهما يعارض الخبران (9)، مضافا إلى ضعفهما، مع ان الثابت منهما ليس إلا الاستعمال الاعم من الحقيقة، بل لا شك في كونه مجازا، لمخالفته لكلمات جميع أهل اللغة، ومع أن في المرتفع من الارض والموضع المرتفع عموما يوجب الاجمال في المراد المسقط للاستدلال.
وترجيح جعله اسما للارض بعد الترديد دفعا للاشتراك والمجاز – كما في
(1) القاموس المحيط 1: 318 قال: الصعيد: التراب أو وجه الارض، مجمع البحرين 3: 85.
(2) المسائل الناصريات (الجوامع الفقهية): 189، وحكاه عنه في شرح المفاتيح: (المخطوط).
(3) تفسير النيسابوري 5: 58 (المطبوع في حاشية تفسير الطبري).
(4) النهاية: 48.
(5) الوحيد البهبهاني في شرح المنافع (المخطوط).
(6) ” فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه “.
المائدة: 6.
(7) صحيحة زرارة: انظر الوسائل 3: 364 ابواب التيمم ب 13 ح 1.
(8) الفقيه 1: 57 / 212، الوسائل 3: 360 أبواب التيمم ب 11 ح 8.
(9) وهما المرويان في فقه الرضا (ع) ومعاني الاخبار، وقد تقدما في ص 386.