مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج3-ص287
الاستصحاب.
وقد يتمم دلالتهما بنقلهم عليهم السلام مع التقرير عليه.
وفيه ما فيه، إذ ليس هاهنا موضع التقرير ولا حجيته.
ويؤيد المطلوب بل يثبته: قولهم عليهم السلام: ” لكل امرئ ما نوى ” و (أنما الاعمال بالنتات) (1) فيصل القاصد بذلك تمسكه بمن له مرتبة الشفاعة وله بمن توسل به العناية، إلى ما قصده ونواه، وهل يتوسل العبد الا بمولاه ؟ بل يدل على المطلوب اتم دلالة، ويبينه كتبيان للنور على الطور: ما ورد في الروايات المعتبرة المتواترة المملوءة منها كتب المزار في الزيارات المتكثرة – خصوصا الواردتين عن الرضا والهادي عليهما السلام (2) – القائلة بنحو قوله: وأمن من لجا إليكم، وفاز من تمسك بكم، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم باالله، ومن أتاكم فقد نجا.
وقوله: وأشهد ان المتوسل بكم غير خائب، وأن من وصل حبله بحبلكم فقد وصل بالعروة الوثقى، إلى غيرذلك مما ملئ منه الكتب.
وأي لجا وتمسك واعتصام وتوسل ووصل أعلى وآكد وأظهر وأشد من طرح الجسم في فناهم، والقاء القالب في حماهم، وتعفير الخدود في سددهم السنية، ووضع الرؤوس على أعتابهم العلية، بل الظاهر أن أهل العرف يعدون ذلك أعلى أصناف الالتجاء والتمسك، وأقصى مراتب الاعتصام والتوسل.
رزقنا الله سبحانه التوسد في ترابهم، وعفر وجوهنا في أعتابهم.
وبما ذكرنا كله تخصص عمومات المنع، بل لا اعتبار بها عند ما ذكر أصلا.
ثم بعض ما تقدم وان كان مختصا بصورة وصية الميت، إلا أن كثيرا منها أعم، ومنها حديث التوسل والاعتصام.
بل مما ذكر يظهر عدم استثناء صورة خوف انفجار الميت وتقطعه لبعد،
(1) راجع الوسائل 1: 46 أبواب مقدمة العبادات ب 5.
(2) الفقيه 2: 369 و 370 / 1624 و 1625.