مستند الشیعة فی احکام الشریعة-ج3-ص281
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مبنيا عليه، وبالاخبار الدالة على تعظيم قبورهم وعمارتها.
أقول: أما اطباقهم على البناء ففيه كلام، فان الاكثر من السلاطين والذين لا يمكن مخالفتهم، سيما مع عدم الاهتمام بالمخالفة، إذ غايته الكراهة.
وأما قبر الرسول فهو وقع في البناء لكونه بيته لا البناء عليه.
وأما تعظبم القبور فهو غير البناء عليه.
نعم، يحسن التخصيص بما دل على فضل تعمير قبورهم، كرواية [ الساجي ] (1) – كما في التهذيب – وفيها: ” وجعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن إليكم، وتحتمل المذلة والاذى فيكم، فيعمرون قبوركم ” إلى أن قال: ” اولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، والواردون حوضي، وهم زواري غدا في الجنة، يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكانما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس ” (2) ورواه في فرحة الغري أيضا بسندين (3).
وتدل على فضل البناء عليها الروايات.
المتكثرة المصرحة بالامر بالوقوف على باب الروضة أو القبة أو الناحية المقدسة، والاستئذان، وتقبيل العتبة، والدعاء عند ترائي القبة الشريفة، ونحو ذلك مما وردت فيه الاخبار الغير العديدة – المؤذنة برضاهم، بل ميلهم إلى هذه الابنية الشريفة – والامرة بآداب متوقفة على وجود الباب والقبة والعتبة الموقوفة على البناء (4).
فلا ينبغي الريب في تخصيص عمومات المنع بغير قبورهم، واستحبابالبناء عليها مؤكدا.
(1) في ” ه ” و ” ق “: التباني، وفي ” ح “: كلمة مبهمة، وما أثبتناه موافق للتهذيب المطبوع راجع معجم رجال الحديث 21: 203.
(2) التهذبب 6: 22 / 50، الوسائل 14: 382 أبواب المزار ب 26 ح 1.
(3) فرحة الغري: 77 – 78.
(4) انظر ة كامل الزيارات الباب 79، والوسائل 14: 341 أبواب المزار ب 6.