عوائد الایام-ج1-ص277
المستندة الى احدى الحواس الظاهرة المعبر عنها بالشهادة الحسية واما مطلق اخبارهما ولو علميا فلا دليل على حجيته ووجوب قبوله الثانية قد ظهر مما ذكر في الفائدة الاولى من معنى الشهادة ان شهادة العدلين الثابتة اصالة اعتبارها وحجيتها غير مخصوصة بما كان اخبارا عن حق لازم للغير ولا بما كان عند الحاكم في محل الترافع والتنازع لاثبات حق أو نفيه مطابقةأو التزاما بل يعم كل خبر مستند الى الحس والعيان من الروايات والاخبار عن الوقايع والصنايع والقيم والاحوال والطهارات والنجاسات والمعاملات والشهادات في استخراج الحقوق وطى الدعاوى وغيرها فيكون الكل مقبولا الا ما اخرجه الدليل ثم المراد بالاستناد الى الحس والاخبار عن الحس هو ما كان كذلك عرفا سوآء كان نفس المخبر عنه محسوسا كقوله رايت انه وضع النار على يد فلان فاحرقه أو وضع السكين على حلقومه فقطعه أو لازما لمحسوس بحيث يدل على المحسوس بدلالة الالتزام كقوله رايته انه احرق يد زيد بالنار أو رايته انه قتله فان الاحراق والقتل وان لم يكونا محسوسين لكنهما يدلان التزاما على احساس اسبابهما الموجبة لهما واحتمال الاشتباه في السببية بعد عدالة الشاهد غير مضر كما لا يضر احتمال الاشتباه في الوضع على الحلقوم الا إذا كان الخبر ممن يحتمل في حقه الاشتباه في الاسباب فينتفى الدلالة الالتزامية فيستفسر حينئذ عما رآه من سبب القتل وبالجملة المعتبر اما الاخبار عن المحسوس أو عما يدل عليه دلالة التزامية ولا يلزم في صدق الاخبار عن الحس كون الخبر عنه بتمام اجزائه محسوسا بل هو غير ممكن غالبا أو دائما فان الاخبار عن رؤية زيد لا يخلو عن غير محسوس ايضا وهوبل اللازم كونه محسوسا صرفا ان امكن أو متضمنا لما يترتب وجدانه على المحسوس من غير احتمال اشتباه وخطاء فيه عادة اما مطلقا أو في حق ذلك المخبر بخصوصه فان الخبر حينئذ يستند الى الحس عرفا ويقال عرفا انه اخبار عن مشاهدة وحس فلو قال الشاعر الماهر رايت شعر زيد موزونا يقال عرفا انه اخبار عن المحسوس وان لم يكن الموزونية محسوسة حقيقة بل هو امر وجدانى ومثله ماذا قال العربي العالم بالفارسي سمعت اقرار زيد العجمي باشتغال ذمته لعمرو يقبل منه مع ان المخبر عنه عربي والمسموع فارسي وفهم المطابقة وجدانى ومن هذا القبيل اخبار اهل الخبرة عن قيمة الاجناس إذا اخبر بالمحسوس فيقول سمعت الناس أو رأيتهم يشترون هذا الجنس بهذه القيمة أو يرغبون في شرائها فان المحسوس ليس الا ما سمعه من الناس أو راى من اشتراء قبل ذلك الجنس واما قيمة ذلك الجنس بخصوصه فيعلم بالمقايسة التى هي ليست امرا محسوسا ومنه ايضا اخبار أو باب الصنايع عن الملكات فيخبرون عن كون زيد خياطا أو خطاطا أو نقاشا برؤيتهم افعالهم مكررة واخبار المجتهد عن اجتهاد شخص اخر بمشاهدة ترجيحاته المتكررة الموافقة للقواعد وكل ذلك يعد في العرف و العادة اخبارا عن المحسوس بعد انضمامه بالخبر عن مشاهدة الاثار ومنه اخبار الطبيب عن حذاقة غيره ولا يقبل شئ من امثال ذلك من غير اهل الصناعة لامكان الخطاء فيما يتعلق بالوجدان ومنه ايضا شهادة الشاهد بان الملك الفلانيكان في يد زيد وكان يتصرف فيه التصرفات الملكية فان كون التصرفات ملكية امر غير محسوس ولكن يعد ذلك وامثاله اخبارا عن المحسوس عرفا الثالثة مقتضى عموم حسنة حريز واطلاق اكثر الاخبار الغير المحصورة المشار إليها بعدها وغير ذلك شمول الحكم المذكور أي ؟ اصالة وجوب القبول والحجية بشهادة الرجل الواحد ايضا الا ان الظاهر انه مما لم يقل به احد ان جعلت الشهادة مغايرة للخبر اما لتخصيص متعلقها بالمعين أو لتخصيصها باستخراج الحقوق مطلقا أو في مقام التنازع