پایگاه تخصصی فقه هنر

عوائد الایام-ج1-ص191

العلماء علوم الائمة بزعم العلماء وبحسب علمهم فان قيل لا نسلم ان ما يعلمونه انما هو من العلوم فان مستنبطاتهم ليست علما وانما هي ظنون بحسب العمل بها لاجل المخمصة قلنا الظن المنتهى الى العلم علم فانه إذا ظن وجوب السوره لاجل خبر واحد وعلم حجيته الخبر بالدليل القطعي يعلم وجوب السورة واما الظن الغير المنتهى الى العلم فهو ليس مما يتكلم فيه فان قيل هو حجة في حقه وحق مقلديه بعد ثبوت وجوب تقليده عليهم فهو معلوم وعلم في حقه دون حق الغير قلنا هذا تخليط واشتباه كيف مع ان المظنون من الخبر الواحد وهو وجوب السورة مطلقا دون وجوبها عليه خاصة والمعلوم من الادلة العلمية هو حجية الخبر الواحد اما مطلقا أو لكل من كان مثله لا لهذا الشخص بخصوصه فانه لا دليل على حجيته مخصوصا بهذا الشخص وعلى هذا فيعلم هذا ان خبر الواحد واجب العمل مطلقا ويظن من الخبر ان السورة واجبة كذلك فيعلم وجوب السورة كذلك نعم لما لم يكن علم غير المعصوم حجة على غيره فيحتاج جواز اتباع علمه للغير أو وجوبه الى دليل وهذا الخبر وما يؤدى مؤداه من ادلة جواز التقليد أو وجوبه دليل على حجية علمه لمن يقلده ايضا ومحط دلالة الثانية عموم قوله فإذا حكم بحكمنا فان لا يمكن ان يكون المعنى إذا حكم بما هو معلوم عند سامعه انه حكمنا إذ لا يكون حينئذ حاجة الى قبول قول الغير والرجوع إليه بل تتمة الحديث الدالة على اختلاف الخبر صريحة في جهل السامع بالحكم فيكون المعنى إذا حكم بحكم ينسبه اليناأو ما هو حكمنا باعتقاده يجب القبول وليس المراد بالحكم خصوص ما يكون بعد الترافع لاعميته لغة وعرفا وعدم ثبوت الحقيقة الشرعية فيه ومنه يظهر امكان الاستدلال بروايتي ابى خديجة لان القضاء ايضا بمعنى الحكم ويدل على المطلق ايضا اخبار اخر كثيرة كالمروى في الامالى باسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه قال يرفع الله أي بالعلم اقواما فيجعلهم في الخير قادة يقتبس اثارهم ويهتدى بفعالهم وينتهى الى ارآئهم والمروى في غوالى اللالى عن بعض الصادقين عليه السلام انه الناس اربعة رجل يعلم وهو يعلم انه يعلم فذاك مرشد حاكم فاتبعوه ورواية محمد بمسلم المروية في الكافي وفيها فتعلموا العلم من حملة العلم والمروى في الاحتجاج عن مولانا الكاظم (عليه السلام) انه قال فقيه واحد يتفقد يتيما من ايتامنا المنقطعين عن مشاهدنا بتعليم ما هو محتاج إليه اشد على ابليس من الف عابد وفيه ايضا عن ابى محمد العسكري عليه السلام فاما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لامر مولاه فللعوام ان يقلدوه ويدل عليه ايضا مفاهيم الاخبار المستفيضة الناهية عن الافتاء بغير علم ومن غير العلم بالناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمبينة لصفات المعنى وامر الائمة بعض اصحابهم بالافتاء وامر الناس بالرجوع إليهم والاخبار المتكثرة المتضمنة لان الله سبحانه لا يدع الارض خالية عن عالم يعرف الناس حلالهم وحرامهم ولئلا يلتبس عليهم امورهم كما في رواية عبد الله العامري عن ابى عبد الله عليه السلامقال مازالت الارض الا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعوا الى سبيل الله والمروى في اكمال الدين عنه (عليه السلام) ايضا قال ان الله تبارك وتعالى لم يدع الارض الا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان ولو لا ذلك لالتبست على المؤمنين امورهم والحجة والعالم فيهما لا يحملان على الامام المعصوم الغائب لانه لا يعرف