عوائد الایام-ج1-ص90
حجة ويرد عليه انه ان اريد بانجبارها بالشهرة الشهرة المتينة فهى ليست مشهورة الا في السنة المتأخرين وهى غير كافية بل اشتهارها عندهم ايضا ليس الا بنقل بعضهم عن بعض في مقام الاحتجاج ورده وهذا ليس من الشهرة الجابرة فانه لو ذكر واحد حديثا ضعيفا ثم ذكره الجميع ناقلا عنه ورادا للاستدلال به لا يحصل له الشهرة المتنية الجابرة وحال تلك الثلثة من ذلك القبيل كما ترى انه استدل نادوا بالاول في مقام اثبات كون الامر للندب وذكره الباقون نقلا منه مردا عليه وكذلك الثانيان وان اريد الشهرة المدلولية فهى ممنوعة وان كان الفتوى في بعض جزئيات مدلولها مشهورة وهو غير اشتهار المدلول فالظاهر عدم حجية تلك الاخبار وعدم صلاحيتها لاثبات الاحكام المخالفة للاصل الا ان يكتفى في انجبار الخبر الضعيف بالشهرة المحكية ايضا كما هو المحتمل بل الاظهر فانه يمكن القول بحجية تلك الاخبار حيث انه نسب بعضهم القول بوجوب الاتيان مما يتمكن به من الاجزاء الى الاكثر واما البيان الثاني فنقول اما الحديث الاول فيحتمل وجوها اربعة احدها ان يكون لفظة من في قوله منه للتبعيض ويكون منه مفعولا لقرار فاتوا ويكون قوله ما استطعتم بدلا لبعضه ويكون المعنى فاتوا بعضه البعض الذى استطعتموالثانى ان تكون من تبعيضية ايضا ويكون المفعول قوله ما استطعتم ويكون المعنى فاتوا ما استطعتم حال كونه بعضه والثالث ان يكون لفظة من مرادفة للبآء فانه من معانيها المشهورة وقد ذكره الجوهرى وابن هشام وغيرهما ويكون لفظة ما مصدرية زمانية كما قالوا في قوله سبحانة فاتقوا الله ما استطعتم ويكون المعنى فاتوا به مادام استطاعتكم والرابع ان يكون لفظة من بيانية اما بيانا للماتى كما قاله ابن هشام في قوله سبحانه يحلون من اساور حيث جعل لفظة من بيانية لما تحلى به ويكون ما مصدرية زمانية ايضا أو بيانا للموصول ويكون المعنى فاتوا ما استطعتم منه بعضا أو كلا ودلالته على مطلوبهم انما هو إذا كان معنى الحديث احد الاولين أو الشئ الثاني من الاخير وهو غير معلوم فان قلت المعنى الثالث يوجب جعل من بمعنى البآء وهو مجاز خلاف الاصل وجعل ما مصدرية وهو ايضا خلاف الاصل لان الاصل في ما ان يكون غير مصدرية وايضا تأويل الفعل بالمصدر خلاف الاصل وايضا على الثالث بل الرابع يكون مقتضى الحديث وجوب الاتيان بالمأمور به وعدم جواز تركه وهذا ليس الا تأكيدا للايجاب الثابت من الامر والتاسيس اولى من التأكيد قلنا لو سلمنا تجوز لفظة من في مرادفة البآء ولفظة ما في المصدرية وكون من حقيقة في التبعيض ايضا فنقول المجاز لازم على الاولين ايضا إذ يجب ان يكون المعنى إذا امرتكم بشئ ولم يتيسر الاتيان بالكل فاتوا بعضه الذى استطعتم أو ما استطعتم منه حال كونه بعضه وايضا يحتاج الى التقييد في لفظ الشئ بجعله شيئا له ابعاض أي الشئ المركب وايضا يجب ارتكاب تقييد اخر ايضا فانه ليس كل مركب يجب الاتيان بما يستطاعمن اجزائه كالصلوة والصوم والاخيران لازمان في الشق الثاني من الرابع ايضا مضافا الى استلزامه تقديم المتعلق على المتعلق وهو ايضا خلاف الاصل وايضا يلزم خلاف اصل اخر على هذه التقادير الثلثة بل على الشق الاول من الرابع ايضا وهو اصمار ؟ لفظة اليآء في قوله ما استطعتم لان الاتيان بمعنى الامتثال