ریاض المسائل (ط.ج)-ج7-ص101
خلافا لابن زهرة (1) فاقتصر على الثاني.
والاولى والاحوط الاقتصار على الاول، كما هو ظاهر المتن، لكثرة ما دل عليه من الاخبار، وصراحتها، وعدم ترتب إشكال عليها.
بخلاف الثاني فإن الصحيح الدال عليه مع وحدته واحتماله ما سيأتي مما يخرجه عما نحن فيه يتطرق إليه الاشكال لو ابقي على ظاهره، من كون ابتداء الاشواط الثمانية من الصفا والختم بها أن الاسبوع الثاني المنضمة إلى الاولى يكون مبدؤها المروة دون الصفا، وقد مر الحكم بفسادها مطلقا ولو نسيانا أو جهلا.
وتقييده ثمة بالسعي المبتدأ دون المنضم – كما هنا – ليس بأولى من حمل الصحيح هنا على كون مبدأ الاشواط فيها المروة دون الصفا، ويكون الامربإضافة الست إنما هو لبطلان السبعة الاولى، لوقوع البدأة فيها بها، بخلاف الشوط الثامن لوقوع البدأة فيه من الصفا.
وقيل: لا بعد في الصحة حينئذ إذا نوى في ابتداء الثامن أنه يسعى من الصفا إلى المروة، سعي الحج أو العمرة قربة إلى الله تعالى مع الغفلة عن العدد أو مع تذكر أنه الثامن أو زعمه السابع فلا مانع من مقارنة النية لكل شوط، بل لا يخلو منها المكلف غالبا، ولذا أطلق إضافة الست إليها، فلم يبق في المسألة مستندا (2) انتهى.
أقول: فيما ذكره بعد، والاولى السكوت عن أمر النية، فإن الاشكال الوارد من جهتها، وهو عدم تحققها في الابتداء ومقارنتها مشترك الورود بين الاحتمالين.
هذا ولكن الانصاف بعد الاحتمال الثاني جدا.
(1) غنية النزوع (الجوامع الفقهية): كتاب الحج ص 517 س 7.
(2) قاله الفاضل الهندي في الكشف: كتاب الحج ج 1 ص 348 س 39.