ریاض المسائل (ط.ج)-ج4-ص433
ويكون المراد بجد السير: أن يكون مسيرهما متصلا: كالحج والاسفار التي لا يصدق صنعته عليها (1).
أو على أنهما إذا أقاما عشرة أيام قصرا كما عليه الفاضل في المختلف (2).
أو على ما إذا قصد المسافة قبل تحقق الكثرة كما عليه في الروض شيخنا (3).
أو على ما يصدق عليه جد السير عرفا، وهو السير العنيف الذي يستعقب (4) مشقة شديدة كما عليه جماعة من متأخري متأخرينا (5) ولعله الاقوى، إلا اني لم أجد بهما على هذا التأويل قائلا صريحا وان احتمله بل قواه هولاء.
وبعضهم قوى ما مر عن الذكرى أيضا، ولا وجه له، بل هو كسائر التأويلات في البعد عدا الاخير، إلا أن يريد به تقوية أصل الحكم بوجوب القصر إذا أنشأ ا سفرأ غير صنعتهما كما صرح به جماعة.
وهو أيضا مشكل، لعدم دليل صالح عليه، إلا بعض التلويحات والاشعارات المستخرجة من جملة من المعتبرة المعللة لوجوب التمام على كثير السفر بأنه محمله، أو أن بيته معه.
وبعض الصحاح الذي لم أفهم دلالته.
وفي الاعتماد عليها بمجردها إشكال يصعب معه الخروج عن مقتضى الادلة العامة، والاحتياط مما لا ينبغي تركه في المسألة.
(الخامس: أن تتوارى عنه جدران البلد الذي يخرج منه، أو يخفى) عنه (أذانه) بلا خلاف فيه في الجملة، إلا من والد الصدوق (6) فلم يعتبر هذا
(1) ذكرى الشيعة: كتاب الصلاة في صلاة المسافر ص 258 س 21.
(2) مختلف الشيعة: كتاب الصلاة في صلاة المسافر ج 1 ص 163 س 14.
(3) روض الجنان: كتاب الصلاة في صلاة المسافر ص 390 س 23.
(4) في المطبوع: ” البعيد التي يتعقب “، وما أثبتناه كما في حاشية المطبوع وجمع النسخ الخطية.
(5) مدارك الاحكام: كتاب الصلاة في صلاة المسافر ج 4 ص 456.
(6) مختلف الشيعة: كتاب الصلاة ي صلاة المسافر ج 1 ص 163 س 36 نقلا عن علي بن بابويه.