ریاض المسائل (ط.ج)-ج3-ص122
لان البعد يمنع عن العالم بذلك (1) انتهى.
وهو حسن.
الا أن قوله في التوجيه الاخير: ” حق توجههم الصحيح إلى اخره ” غير مفهوم للعبد، لان التوجه الصحيح بالنسبة إلى القريب إنما هو الى نفس الكعبه، وأي قطر منها يحاذي المصلي ولو كان ركنا مخالفا لركنه، كما إذا توجه إلى الركن اليمني وهو عراقي – مثلا – فإنه صحيح، وبالنسبة إلى البعيد جهتها، وهي أوسع من الركن كما مضى.
فحصر ” التوجه للصحيح ” فيما ذكره غير مستقيم على التقديرين، ولا أعرف وجهه، وهو أعرف بما حرره.
وكيف كان، فقد ذكر الاصحاب لاهل الاركان علامات: فلاهل الشام: جعل الجدي خلف الكتف اليسرى، وسهيل عند طلوعه بين العينين، وعند غروبه علن العين اليمنى، وبنات النعش عند غيبوبتها خلف الاذن اليمنى.
ولاهل اليمن: جعل الجدي بين العينين، وسهيل عند غيبوبته بين الكتفين.
ولاهل المغرب: جعل الجدي على الخد الايسر، والثريا، والعيوق على اليمين واليسار.
ولاهل السند والهند: جعل الجدي إلى الاذن اليمنى، وسهيل عند طلوعه خلف الاذن اليسرى، وبنات النعش عند طلوعها على الخد الايمن، والثريا عند غيبوبتها على العين اليسرى.
ولاهل البصرة وفارس: جعل الجدي على الخد الايمن، والشولة إذا نزلت للمغيب بين العينين، والنسر الطائر عند طلوعه بين الكتفين.
ولاهل المشرق: ما أشار إليه بقوله: ” يجعلون المشرق إلى المنكب ” وهو مجمع العضد والكتف (الايسر، والمغرب إلى الايمن) هذه علامة.
(و) اخرى: أن يجعلوا (الجدي) وهو: نجم مضئ في جملة أنجم بصورة
(1) جامع المقاصد: كتاب الصلاة في القبلة ج 2 ص 53، باختلف يسير.