ریاض المسائل (ط.ج)-ج3-ص68
لضعفه أو لا بأن المراد بسقوط القرص وغيبوبة الشمس سقوطه عن الافق المغربي، لاخفاءها عن أعيننا قطعا، وعليه نبه شيخنا في الروض.
قال: لان ذلك يحصل بسبب ارتفاع الارض والماء ونحوهما، فإن الافق الحقيقي غير مرئي (1).
وأما ما يقال عليه: من أن غيبوبة الشمس عن الافق الحقيقي في الارض المستوية حسا إنما يتحقق بعد غيبوبتها عن الحس بمقدار دقيقة تقريبا وهذا أقل من ذهاب الحمرة المشرقية بكثير (2)، فمنظور فيه: أولا: بأن فيه اعترافا برفع اليد عن المفهوم اللغوي والعرفي، واعتبار شئ زائد عليه ولو دقيقة، ومعه لا يتوجه الاستدلال بالاخبار المزبورة بالتقريب المتقدم.
ثانيا: بأن كون غيبوبتها عن الحس بمقدار دقيقة أقل من ذهاب الحمرة وإن كان صحيحا، إلا أنه لما كان مجهولا غير مضبوط لا يمكن إحالة عامة المكلفين، ولا سيما العوام منهم عليه لا جرم وجب إحالته على أمر منظبط، وهو ذهاب الحمرة من افق المشرق، أو بدو النجم، ونحو ذلك.
وعلى هذا، فيكون ذهاب الحمرة علامة لتيقن الغروب كما صرحت به جملة من النصوص، لا أنه نفس الغروب.
وبه يندفع ما يقال على المشهور: من أنه لا فرق بحسب الاعتبار بين طلوع الشمس وغروبها، فلو كان وجود الحمرة المشرقية دليلا على عدم غروب الشمس، وبقاؤها فوق الارض بالنسبة الينا لكان وجود الحمرة المغربية دليلا على طلوع الشمس، ووجودها فوق الارض بالنسبة الينا من دون تفاوت (3).
(1) روض الجنان: كتاب الصلاة في وقت المغرب ص 179 س 16.
(2) ذخيرة المعاد: كتاب الصلاة في أول وقت المغرب ص 193 س 11.
(3) كشف اللثام: كتاب الصلاة ج 1 ص 165 س