ریاض المسائل (ط.ج)-ج2-ص355
لا والله إنه نجس ! لا والله إنه نجس ! ” (1) والمراد منه المعنى المصطلح قطعا بالاجماع وشهادة السياق.
وبنجاسة الثاني نطق القرآن الكريم ” أو لحم خنزير فإنه رجس ” (2) وهو هنا النجس بلا خلاف، كما في التهذيب (3).
مضافا إلى النصوص، كالصحيح: عن خنزير شرب من إناء كيف يصنع به ؟ قال: يغسل سبع مرات (4).
والنصوص الواردة بخلافها في المقامين (5) شاذة مطروحة أو مؤولة أو محمولة على التقية، فتأمل.
ثم إن مقتضى الاصل واختصاص ما مر من النص بحكم التبادر والغلبة بالبري الطهارة في البحري إن قلنا بكون اللفظ حقيقة في جنسه، كما هوالاشهر، وإلا فالاشكال مرتفع في أصله إلا على القول بجواز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه في إطلاق واحد إن كان المقام منه كما عن التحرير ونهاية الاحكام (6)، أو معنييه المشترك بينهما لفظا إن كان منه كما عن المنتهى (7).
وكلاهما غير مرضي عند المحققين.
ومع ذلك يتوقف على وجود القرينة الصارفة أو المعينة، وكل منهما مفقود، كما هو مفروض المسألة.
فالقول بنجاسة البحري كما عن الحلي تبعا للاسم (8) ضعيف غايته،
(1) وسائل الشيعة: ب 12 من أبواب النجاسات ح 6 ج 2 ص 1016.
(2) الانعام: 145.
(3) تهذيب الاحكام: في تطهير الثياب وغيرها من النجاسات ح 106 ج 1 ص 279.
(4) وسائل الشيعة: ب 13 من أبواب النجاسات ح 1 ج 2 ص 1017.
(5) إما ما يستشعر منه طهارة الخنزير ما رواه في وسائل الشيعة: ب 14 من أبواب الماء المطلق ح 2 و 3 و 16 ج 1 ص 125 و 126 و 129، وأما ما يستشعر منه طهارة الكلب ما رواه في وسائل الشيعة: ب 2 من أبواب الاسئار ح 6 ج 1 ص 164.
(6) تحرير الاحكام: كتاب الطهارة في النجاسات ج 1 ص 24 س 11، ونهاية الاحكام: كتاب الطهارة في النجاسات ج 1 ص 272.
(7) منتهى المطلب: كتاب الطهارة في النجاسات ج 1 ص 166 س 36.
(8) السرائر: كتاب المكاسب باب ضرورة المكاسب ج 2 ص 220.