ریاض المسائل (ط.ج)-ج2-ص62
ذلك عندي ما رويته باسناد متصل أن رسول الله صلى الله عليه وآله دخل المسجد وبه رجل قد أطاف به جماعة فقال: ما هذا ؟ قالوا: علامة، فقال: ما العلامة ؟ قالوا: عالم بوقائع العرب وأنسابها وأشعارها، فقال عليه الصلاة والسلام: ذلك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه.
ومن البين أن الاجادة فيه تفتقر إلى تمرين الطبع وصرف الهمة إلى الفكر في تناسب معناه ورشاقة ألفاظه وجودة سبكه وحسن حشوه تمرينا ” متكررا ” حتى يصير خلقا “، وكما أن ذلك سبب الاستكمال فيه فالاهمال سبب القصور عنه، والى هذاالمعنى أشرت من جملة أبيات: هجرت صوغ قوافي الشعر مذ زمن
هيهات يرضى وقد أغضبته زمنا وعدت اوقظ أفكاري وقد هجعت
عنفا ” وازعج غربي بعد ما سكنا إن الخواطر كالابار إن نزحت
طابت وإن يبق فيها ماؤها أجنا فاصفح شكرت أياديك التي سلفت
ما كنت أظهر عيبي بعد ما كمنا ولمكان إضرابي عن نظمه واعراضي حتى ذكر اسمه لم يبق إلا ما هو حقيق أن يرفض ولا يعرض ويضمر ولا يظهر، لكني مع ذلك اورد ما ادخل به في حيز الامتثال وإن كان ستره أنسب بالحال فمنه: وما الاسراف من خلقي واني
لاجزأ بالقليل عن الكثير ولا اعطي المطامع لي قيادا “
ولو خودعت بالمال الخطير واغمض عن عيوب الناس حتى
اخال بأن يناجيني ضميري وأحتمل الاذى في كل حال
على مضض وأعفو عن كثير ومن كان الاله له حسيبا “
أراه النجح في كل الامور ومنه:يا راقدا ” والمنايا غير راقدة
وغافلا وسهام الدهر ترميه بم اغترارك والايام مرصدة
والدهر قد ملا الاسماع داعيه أما أرتك الليالي دخلتها
وغدرها بالذي كانت تصافيه