ریاض المسائل (ط.ج)-ج2-ص53
هناك حاجة حقيقية إلى شئ أكثر من ذلك في ذلك الوقت.
ذلك كله لم يكن يعتبر منهجا ” متكاملا لعلم الاصول أما علم الاصول عند السنة فقد بدأه في وقت مبكر محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة 204 من الهجرة.
يقول الفخر الرازي من مناقب الشافعي: كانوا قبل الامام الشافعي يتكلمون في مسائل اصول الفقه ويستدلون ويعترضون، ولكن ما كان لهم قانون كلي مرجوع إليه في معرفة دلائل الشريعة وفي كيفية معارضاتها وترجيحاتها، فاستنبط الشافعي علم اصول الفقه، ووضع للخلق قانونا ” كليا ” يرجع إليه في معرفة مراتب أدلة الشرع، فثبت أن نسبة الشافعي إلى علم الشرع كنسبة ارسطاطا ليس إلى علم العقل (1) أما الشيعة الامامية فقد بدأوا بتدوين علم اصول الفقه بصورة منهجية ومنظمة بعد عصر الغيبة عام 329 لانتفاء الحاجة إلى هذا العلم قبل هذا الوقت بأكثر من القواعد والنصوص الواردة في روايات أهل البيت عليهم السلام، وفي أغلب الظن أن أول من كتب في هذا العلم من فقهاء الامامية هما القديمان الشيخ جليل حسنابن علي بن أبي عقيل من مشايخ جعفر بن محمد بن قولويه، والشيخ محمد بن أحمد ابن الجنيد أبو علي الكاتب الاسكافي المتوفى بري سنة 381 استاذ الشيخ المفيد (2) ثم كتب من بعد هما تلميذ هما الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 رسالة موجزة في الاصول ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة (3) نقلا عن النجاشي وقال: إن الكراجكي أدرجها باختصار في كتابه كنز الفوائد وهو مشتمل على تمام مباحث الاصول.
ثم جاء دور تلميذ المفيد وهو علم الهدى السيد المرتضى المتوفى سنة 436 ه فألف ” الذريعة إلى أصول الشيعة ” وهو أول كتاب منهجي في الاصول للشيعة.
(1) مقدمة كتاب الرسالة للشافعي: ص 4 الطبعة الاولى.
(2) الكنى والالقاب: 2 / 22 و 23.
(3) الذريعة: 2 / 209 الطبعة الثانية – طهران.