ریاض المسائل (ط.ج)-ج2-ص39
فهذه أربعة أقسام نظم كل أبواب الفقه في حصر عقلي: (العبادات) و (العقود) و (الايقاعات) و (الاحكام) ولا زالت هذه المنهجة هي الاساس في الدراسات الفقهية الامامية حتى اليوم، وعلى هذا الاساس ينظم أصحاب الموسوعات الفقهية أبواب الفقه، ولئن كان المنهج الفقهي الذي جاء به المحقق الحلي في الشرائع جديدا ” في ذلك التاريخ فليس من شك أن الاستمرار عليه إلى اليوم في الموسوعات والمتون الفقهية المعاصرة (الرسائل الفقهية العملية) لا يخلو عن مؤاخذة، فإن للمنهج تأثير مباشر على المحتوى، وإثراء المنهج وتجديده يؤدي بصورة مباشرة إلى إثراء محتوى عملية الاستنباط وتجديدها.
والمنهجة التي يطرحها المحقق في كتاب ” الشرائع ” منهج جيد من دون شك إذا كانت الغاية من المنهج هو توزيع أبواب الفقه حول عدد من المحاور.
فإن هذا المنهج يوزع كل الكتب الفقهية حول هذه المحاور الاربعة ولا يشذ منها كتاب، وحصر المحاور في الاربعة حصر عقلي لا يقبل الزيادة والنقصان.
وأما إذا كانت الغاية من المنهج إبراز دور الفقه في حياة الانسان وقدرته على تنظيم حياة الانسان واستيعابه لمختلف جوانب حياة الانسان في علاقته بالله تعالى وباسرته وبالمجتمع وبالدولة وغير ذلك فلا شك أن هذا المنهج لا يفي بهذه المهمة وعلى الفقهاء المعاصرين أن يهتموا بوضع منهج جديد للفقه يبرز الكفاءات والقدرات والثروات التي ينطوي عليها هذا الفقه لاستيعاب كل شؤون وحاجات الانسان.
وفيما تحريت من المناهج التي وضعها الفقهاء المحدثون لم أجد عملا كاملا يخلو من المؤخذات العلمية والضعف، ومن أفضل هذه المناهج المنهج الذي يطرحه الاستاذ مصطفى أحمد الزرقاء حيث يقسم الفقه إلى: 1 – الاحكام المتعلقة بعبادة الله تعالى (العبادات).
2 – الاحكام المتعلقة بالاسرة من نكاح وطلاق (الاحوالالشخصية).
3 – الاحكام المتعلقة بأفعال الناس وتعاملهم بعضهم مع بعض في