ریاض المسائل (ط.ج)-ج2-ص25
وصنف له كتاب ” البشارة ” وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتلوالنهب، ورد إليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية، فحكم في ذلك قليلا ” ثم مات (1) الوفد الثالث: وهناك وفد ثالث أعظم منهما ترأسه الامام الزاهد رضي الدين ابن طاووس – رحمه الله – وقد صحبه في هذا الوفد نحو ألف من الناس.
ويظهر من الرواية أن السيد رضي الدين التقى هولاكو هنا المرة برغبة من هولاكو نفسه، وقد أولاه هولاكو في هذه المقابلة نقابة العلويين، ولنذكر الحديث برواية رضي الدين ابن طاووس – رحمه الله – نفسه في كتابه الكبير ” الاقبال “: فصل فيما نذكره عن يوم الثامن والعشرين من محرم، وكان يوم الاثنين سنة ست وخمسين وستمائة فتح ملك الارض بغداد، وكنت مقيما ” بها في داري بالمقيدية، وبتنا في ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية، فسلمنا الله جل جلاله من تلك الاهوال، ولم نزل في حمى السلامة الالهية وتصديق ما عرفناه من الوعود النبوية.
إلى أن استدعاني ملك الارض إلى دركاته في صفر وولاني على العلويين والعلماء والزهاد، وصحبت معي نحو ألف نفس ومعنا من جانبه من حمانا، إلى أن وصلت الحلة ظافرين بالامال، وقد قررت مع نفسي أنني اصلي في كل يوم من مثل اليوم المذكور ركعتي الشكر للسلامة من ذلكالمحذور (2) ومهما كان من أمر فقد نجحت خطة علماء الشيعة في الحد من غزو التتار، وإيقاف الهجوم المغولي عند سقوط بغداد، وإنقاذ ما أمكن انقاذه من دماء المسلمين وأعراضهم وتراثهم وأموالهم.
ولو كان يقدر للجيش المغولي أن يعمل في الابادة
(1) عمدة الطالب: ص 190 و 191 وأشار عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين: 9 / 224 إلى كتاب ” البشارة ” الذي أهداه السيد مجد الدين إلى هولاكو.
(2) الاقبال للسيد ابن طاووس: ص 586.