ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص98
لا يثمر فرقا.
وأما (ثالثا) فلان العصر الاول كان مملوء من المحدثين والمجتهدين، مع أنه لم يرتفع بينهم صيت هذا الخلاف، ولم يطعن أحد منهم على الآخر بالاتصاف بهذه الاوصاف.
ولم يرتفع صيت هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساف إلا من زمن صاحب ” الفوائد المدنية ” سامحه الله تعالى برحمته المرضية، فإنه قد جرد لسان التشنيع على الاصحاب، وأسهب في ذلك أي إسهاب وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من العلماء الاطياب (1).
والحقيقة إن هذا الموقف الذي وقفه الشيخ يوسف من هذا الصراع كان له تأثير بالغ الاهمية في إعادة الانسجام إلى مدرسة أهل البيت، وازالة التطرف الذي أصاب هذه المدرسة في فترة الصراع وعودة الاعتدال والعقلانية إلى هذه المدرسة.
وفي نفس الوقت فإن هذا الموقف يدل على غاية في الورع والتقوى والاحساس بالمسؤولية عند هذا الفقيه الجليل، ولا شك أنه واجه كثيرا منالضغوط في موقفه هذا، ولكنه آثر أن يتحمل هذه الضغوط على أن يجري مع فضلاء عصره فيما كانوا يجرون فيه من تعميق وتوسيع شقة الخلاف بين المدرستين.
والى جانب الاعتدال الذي أخذ به الشيخ يوسف رحمه الله كان الوحيد البهبهاني رحمه الله هو الآخر يرى أن رسالته في تكريس الخط الاصولي والاجتهاد والدفاع عنه وإزالة الشبهات التي جاء بها الاخباريون في التشكيك في الاجتهاد.
وبسبب هذا الاعتدال الذي أخذ به الشيخ يوسف، والموقف الحاسم الذي أخذ به الوحيد البهبهاني رحمهما الله استعادت مدرسة أهل البيت الفقهية
1) الحدائق الناضرة: ج 1 ص 167 – 170 وقد اخترنا مقتطفات من كلامه رحمه الله بقدر الحاجة.