ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص89
كتاب ” المطول في البلاغة ” فقال للملك – وهو يريد أن ينبهه إلى خطئه فيالاضطهاد الطائفي والفتك بمن يخالفهم في المذهب – لو لم يقتل لامكن أن يتم عليه بالحجج والبراهين حقيقة مذهب الامامية ويذعن بإلزامه جميع بلاد ما وراء النهر وخراسان (1).
انتقل المحقق الكركي إلى ايران بصحبة الشاه واستغل هذه الفرصة أفضل استغلال، ونشط في تكريس ونشر فقه أهل البيت عليهم السلام في ايران، وتولى تعيين العلماء وأئمة الجماعة والقضاة في أطراف البلاد بصورة منظمة.
وإذا صح أن الشهيد الاول محمد بن مكي رحمه الله كان أول من مارس تنظيم ارتباط العلماء بالمرجعية وجباية الحوق الشرعية بصورة منظمة، فقد كان المحقق الكركي أول من مارس هذه النظرية في النظم بصورة ميدانية وواسعة في الدولة الصفوية، مستفيدا من إمكانات النظام والدعم السياسي والمالي الذي كان يتلقاه من قبل الدولة.
وقد استطاع المحقق الكركي أن يقنع جمعا من زملائه وأصدقائه وتلاميذه في جبل عامل للهجرة إلى ايران والافادة من هذه الفرصة السانحة لنشر وتكريس فقه أهل البيت عليهم السلام وبسط نفوذ الفقهاء في هذه الدولة الفتية.
ويبدو أن المحقق الكركي استطاع أن يحقق خلال هذه الفترة أهدافه بصورة جيدة، ونجح في بسط نفوذ المؤسسة الفقهية إلى حد بعيد، مما جعل البلاط الملكي يتضايق منه بصورة أو باخرى، وقد أدى ذلك فعلا إلى برود ملحوظ في علاقة المحقق الكركي ببعض أجنحة البلاط، فآثر المحقق أن يغادر ايران إلى العراق، ويعود إلى النجف مرة اخرى ليعاود نشاطه الفقهي في هذه المدينة المقدسة بجوار مرقد أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد مكث المحقق لقرابة ست سنوات في النجف توفي خلالها الشاه
1) مستدرك وسائل الشيعة: ج 3 ص 432.