پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص68

وكان – هذا العامل المزدوج سببا في انتقال العلم من جبل عامل إلى اصفهان عاصمة الدولة الصفوية.

جبل عامل (1):جبل عامل منطقة عريقة في التشيع والولاء لاهل البيت عليهم السلام، وتعود جذور التشيع في هذه المنطقة إلى أيام إبعاد الصحابي الجليل أبي ذر رحمه الله من المدينة إلى الشام بأمر من الخليفة عثمان بن عفان، وتوجد حتى هذا اليوم مساجد ينسبها الناس إلى هذا الصحابي الجليل.

يقول القاضي نور الله التستري الشهيد الثالث رحمه الله: جبل عامل ولاية من أعمال الشام معمور مشهور مشتمل على قرى وبلاد، تنبوعن الحصر.

وبالجملة تجلي أنوار الرحمة الالهية شامل لاهل جبل عامل ونور المحبة من نواصي أعيانهم ظاهر، ولا يوجد قرية من قراه لم يخرج منها جماعة من الفقهاء والفضلاء الامامية، وجميع أهله من الخواص والعوام والرضيع والشريف يجدون في تعليم وتعلم المسائل الاعتقادية والاحكام الفرعية على طبق مذهب الامامية وفي التقوى والمروءة والقناعة يقتدون بطريقة مولاهم المرضية (2).

ولجبل عامل علاقة ثقافية وفكرية قديمة وعريقة بالعراق، ففد كان الناس يوفدون أبناءهم لدراسة الفقه إلى بغداد على يد فقهاء العراق.

ولما انتقل الفقه من بغداد إلى الحلة بعد سقوط الدولة العباسية اقبل طلبة جبل عامل إلى الحلة لتلقي العلم من فقهاء الحلة.


1) جبل عامل – أو عاملة – يقع في الجنوب في جبل لبنان في سورية الكبرى ويشتمل على قرى ومدن كثيرة عامرة، ويحده غربا البحر الابيض المتوسط وشرقا الحوله ووادي اليتم والبقاع وبعض جبل لبنان وجنوبا فلسطين.

2) أعيان الشيعة: ج 1 ص 24