پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص67

واستعاد الصفويون سيطرتهم على العراق سنة 937 هك.

ثم فتح العثمانيون العراق مرة أخرى عام 941 هك، وهكذا كانت المعارك سجالا بين الصفويين والعثمانيين، وكان من الطبيعي في هذا الصراع أن يتعاطف شيعة وفقهاء جبل عامل مع الصفويين.

وكان الصفويون يستقدمون فقهاء جبل عامل إلى ايران ويولوهم مراكز القضاء والفتيا والتوجيه، وكان هذا كله ينعكس على علاقة شيعة الشام وعلماء جبل عامل بآل عثمان الذين كانوا يحكون بلاد الشام يومئذ.

وقد وجد الشيعة في الشام عموما وفي جبل عامل خصوصا حرية نسبية في اخريات العصر المملوكي، وأفادوا من ضعف الدولة المملوكية في ممارسة نشاط ثقافي واسع في مدارس جبل عامل.

فلما سقطت الدولة المملوكية على يد آل عثمان واستولى العثمانيون على الشام وقامت الدولة الصفوية في ايران جدد العثمانيون سياسة الاضطهاد ضد الشيعة بشكل عنيف وضيقوا عليهم.

وكان من ابرز أحداث هذا الاضطهاد الطائفي مصرع الشهيد الثاني زينالدين بن علي عام 965 هك بعد ملاحقة طويلة له في دمشق وجبل عامل والحجاز في موسم الحج.

وكان لهذا الارهاب الذي مارسه العثمانيون ضد فقهاء الشيعة في جبل عامل من جانب وحاجة الدولة الصفوية من جانب آخر إلى الفقهاء والعلماء لادارة شؤون القضاء والفتيا والتوجيه الديني في النظام الصفوي دور كبير في هجرة علماء جبل عامل من بلاد الشام إلى ايران.

وقد استفادت الدولة الصفوية كثيرا من وجود فقهاء جبل عامل في تنظيم شؤونها كما استفادت في توفير القضاء الشرعي لها، ووجد علماء جبل عامل في ايران مكانا آمنا لهم من الارهاب الذي كان يمارسه العثمانيون ضد الشيعة في الشام.