ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص66
والفقاهة وأصبحت هذه المنطقة مدرسة عامرة بالفقهاء والعلماء، واستعاد التشيع وجهه الفقهي والثقافي وأصالته في بلاد الشام.
ولما امتد بعد ذلك سلطان العثمانيين إلى بلاد الشام وواصل العثمانيون سياسة الاضطهاد والتضيق على شيعة الشام لم يكن هناك ما يهدد كيان الشيعة العقائدي والفقهي في الشام كما حدث ذلك في فتنة المماليك من قبل، فقد استطاع فقهاء الشيعة خلال هذه افترة أن يعمقوا في بلاد الشام وفي جبل عامل بالخصوص الاسس الفكرية والفقهية للتشيع.
وقد استحدث الشهيد الاول نظاما خاصا لجباية الخمس وتوزيع العلماء في المناطق، وكان لهذا العمل الفكري والثقافي والتنظيمي الذي نهض به الشهيد ومن خلفه من فقهاء الشيعة دور كبير في حفظ التشيع في بلاد الشام.
وفي بداية القرن العاشر (905 هك) أنشأ السلطان إسماعيل الصفوي الدولة الصفوية في إيران، وهي دولة شيعية معروفة في التاريخ.
وفي سنة 914 سيطر السلطان إسماعيل الصفوي على العراق وقض على دولة ” اقاقوينلو ” وضم المراقد المقدسة في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء إلى الدولة الصفوية.
وتزامن ظهور وتوسع الدولة الصفوية في إيران والعراق وخراسان وهرات مع سقوط دولة المماليك على يد السلطان سليم العثماني وامتداد نفوذ العثمانيين إلى بلاد الشام سنة 923 هك.
وتحولت الساحة الاسلامية إلى ساحة صراع عنيف بين الدولتين الصفوية والعثمانية، وكانت الحرب بينهما سجالا.
واتخذت الحرب بينهما صفة مذهبية مما كان يزيد في عنف المعارك بين هاتين الدولتين.
ففي سنة 920 هك انتصر العثمانيون على الصفويين في موقعة (چ الدران) المعروفة.
وبذلك انتقل العراق من النفوذ الصفوي إلى النفوذ العثماني ولم يتكن الشاه إسماعيل الصفوي أن يسترد العراق حتى وفاته سنة 930 هك