ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص62
و ” الحسن ” هو الخبر الذي يتصل بالمعصوم بسلسلة من الرواة الاماميين الممدوحين جميعا من قبل علماء الجرح والتعديل دون التصريح بتوثيقهم جميعا.
و ” الموثق ” هو الخبر الذي يتصل بالمعصوم بسلسلة من الرواة الذين ورد توثيقهم جميعا في كتب الجرح والتعديل إلا أن بعض رجاله، أو كلهم لم يكونوا من الامامية.
و ” الضعيف ” هو الخبر الذي لم يكن فيه أحد الاوصاف الثلاثة أعلاه.
وبموجب هذا التقسيم يصح الاخذ بالصحاح والحسان والموثقات وتترك الاحاديث الضعيفة.
وهذا المقياس مقياس موضوعي ومحدد يعتمد اسسا دقيقة وموضوعة في تميز ما يصح العمل به من الاحاديث عن التي لا يصح العمل بها.
وقد أدى هذا التنسيق فيما بعد إلى خلاف بين مدرستين في الفقه الامامي هما مدرسة الاصوليين ومدرسة المحدثين الذين رفضوا هذا التقسيم وأصروا على الاخذ بما ورد في الكتب الاربعة من دون أن يناقشوا في سندها.
ومهما يكن من أمر فقد استقر تصنيف الحديث إلى هذه الاقسام الاربعة بعد هذا التاريخ، وأصبح هذا التقسيم أساسا للاستنباط والبحث الفقهي بشكل عام.
وفيما بعد كتب الشيخ حسن مؤلف المعالم نجل الشهيد الثاني رحمهما الله كتاب ” منتقى الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان ” في هذا الاتجاه.
وهذا بعض إنجازات مدرسة الحلة.
ومهما يكن من أمر فقد كانت مدرسة الحلة امتدادا لمدرسة بغداد، وتطويرا لمناهجها وأساليبها، وبالرغم من الفتح الفقهي الكبير الذي قدر لمدرسة بغداد على يد الشيخ الطوسي كانت المدرسة بداية لفتح جديد ومرحلة جديدة في الاستنباط، وقد قدر لمدرسة الحلة فيما بعد أن تعمق مكاسب هذه المدرسة وتطورها.