پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص50

وكنت عملت على قديم الوقت كتاب ” النهاية ” وذكرت جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم واصولها من المسائل، وفرقوه في كتبهم، ورتبته ترتيب الفقه، وجمعت بين النظائر، ورتبت فيه الكتب على ما رتبت للعلة التي بينتها هناك، ولم أتعرض للتفريع على المسائل، ولا لتعقيد الابواب وترتيب المسائل وتعليقها والجمع بين نظائرها، بل اوردت جميع ذلك أو أكثره بالالفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك، وعملت بأخره مختصرا حمل العقود في العبادات سلكت فيه طريق الايجاز والاختصار وعقود الابواب فيما يتعلق بالعبادات، ووعدت فيه أن أعمل كتابا في الفروع خاصة يضاف إلى كتاب ” النهاية ” ويجتمع معه، فيكون كاملا كافيا في جميع ما يحتاج إليه.

ثم رأيت أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على الناظر فيه، لان الفرع إنما يفهمه إذا ضبط الاصل معه فعدلت إلى عمل كتاب يشتمل على عدد يجمعكتب الفقه التي فصلها الفقهاء، وهي نحو من ثلاثين كتابا أذكر كل كتاب منه على غاية ما يمكن تلخيصه من الالفاظ، واقتصرت على مجرد الفقه، دون الادعية والآداب، وأعقد فيه الابواب، واقسم فيه المسائل، وأجمع بين النظائر واستوفيه غاية الاستيفاء، وأذكر أكثر الفروع التي ذكرها المخالفون، وأقول ما عندي على ما تقتضيه مذاهبنا وتوجيه اصولنا، بعد أن اذكر اصول جميع المسائل (1).

وهذا الحديث يشعرنا بضخامة العمل الذي قام به الشيخ في مجال البحث الفقهي والاصولي، فقد كان المتقدمون من الفقهاء يقتصرون على الفروع المذكورة في نصوص الاحاديث، ويعرضون عن تفريع فروع جديدة على هذه الفروع، واستنتاج أحكام جديدة لم يتعرض لها النص بدلالة المطابقة.

وكان فقهاء المذاهب الاخرى يجدون في هذا الاعراض والاقتصار مجالا


1) كتاب المبسوط للشيخ الطوسي الطبعة الحروفية الثانية: ج 1 ص 2 و 3.