پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص28

سيئاتهم حسنات، هم أهل ركوع وخشوع وسجود، وقيام وصيام، هم الفقهاء العلماء، هم أهل الدين والولاية والعبادة، وحسن العبادة (1).

وكانت الري في هذا التاريخ بلدة عامرة بالمدارس والمكاتب وحافلة بالعلماء والفقهاء والمحدثين (2).

وقد كان أحد أسباب انتقال مدرسة أهل البيت من العراق إلى ايران هو المعاملة القاسية التي كان يلاقيها فقهاء الشيعة وعلماؤهم من العباسيين، فقد كانوا يطاردون من يعرف بولائه لاهل البيت عليهم السلام بمختلف ألوان الاذى والتهمة.

فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤها إلى قم وري، ووجدوا في هاتين البلدتين ركنأ آمنا يطمئنون إليه لنشر فقه أهل البيت عليهم السلام وحديثهم.

ويظهر أن قم أو أن عصر الغيبة وعهد نيابة النواب الاربعة كانت حافلة بعلماء الشيعة وفقهائها، ومركزا فقهيا كبيرا من مراكز البحث الفقهي.

يقول الشيخ في كتاب الغيبة: أنفذ الشيخ حسين بن روح – رضي الله تعالى عنه – كتاب التأديب إلى قم، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم:: انظروا ما في هذا الكتاب، وانظروا هل فيه شئ يخالفكم ؟ (3).

وهذه الرواية التاريخية تدل على أن قم كانت في عهد حسين بن روح مركزا فقهيا حافلا بالفقهاء بحيث يراجعها الشيخ حسين بن روح نائب الامام الخاص عجل الله تعالى فرجه ويعرض عليهم رسالة التأديب لينظروا فيها.

ووصفها الحسن بن محمد بن الحسن القمي المتوفى سنة 378 – وهي من الفترة التي نتحدث عنها – في كتاب خاص ننقل عناوين أبواب منه ليلمس


1) مجالس المؤمنين: ص 84.

2) مجالس المؤمنين: ص 92 و 93.

3) الكنى والالقاب: ج 3 ص 76.