پایگاه تخصصی فقه هنر

ریاض المسائل (ط.ج)-ج1-ص17

الكوفة واستقروا فيها، ما عدا التابعين والفقهاء الذين انتقلوا إلى هذه المدينة والذين كان يبلغ عددهم الآلاف، وما عدا الاسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر.

وقد أورد ابن سعد في الطبقات ترجمة لك (850) تابعيا ممن سكن الكوفة (1).

في مثل هذا الوقت انتقل الامام الصادق عليه السلام إلى الكوفة أيام أبي العباس السفاح، واستمر.

بقاء الامام الصادق عليه السلام في الكوفة مدة سنتين.

وقد اشتغل الامام الصادق عليه السلام هذه الفترة بالخصوص في نشر مذهب أهل البيت في الاصولين والفقه لعدم وجود معارضة سياسية قوية في البين، فقد سقطت في هذه الفترة الحكومة الاموية وظهرت الحكومة العباسية، وبين هذا السقوط وهذا الظهور اغتنم الامام الصادق عليه السلام الفرصة للدعوة إلى المذهب، ونشر اصول هذه المدرسة، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تستقي منه العلم وترتوي من منهله العذب وتروي عنه الاحاديث في مختلف العلوم، وكان منزله عليه السلام في بني عبد القيس من الكوفة (2).

قال محمد بن معروف الهلالي: مضيت إلى الحيرة إلى جعفر بن محمد عليه السلام فما كان لي فيه حيلة من كثرة الناس، فلما كان اليوم الرابع رآني فأدناني وتفرق الناس عنه ومضى يريد قبر أمير المؤمنين عليه السلام، فتبعته وكنت أسمع كلامه وأنا معه أمشي.

وقال الحسن بن علي بن زياد الوشاء لابي عيسى القمي: إني أدركت في


1) طبقات ابن سعد: ج 6.

2) تاريخ الكوفة للبراقي: ص 408.