پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص266

البلد الذي تشيع فيه هذه الحيل تشيع فيه تلك الحوادث، ولذا شاعت في البلدان في هذه الأزمان إلى أن خربت، ومر في الحديث أنه ” إذا أراد الله تعالىهلاك بلد أظهر فيه الربا ” (1).

انظر يا أخي إلى ما ذكرنا من صدر الرسالة إلى هاهنا، وما سنذكر أيضا، وأمعن النظر حتى يتضح لك أنه تعالى في غاية التشديد في أمر الربا، ونهاية الاهتمام في تركه والاحتراز عنه، وإن كان مجهولا، بل ولو كان خفيا غاية الخفاء، لا أنه يسعى في استحلاله ويرتكب الحيل في ذلك مهما أمكن من توهم شائبة خفاء، بل وبمجرد تبديل عبارة، وإن لم يكن في العبارات فرق بالنسبة إلى المانع والمقتضي الثابتين من الأدلة وكلام الفقهاء الأجلاء.

أصلح الله تعالى أحوالنا بمحمد وآله الطاهرين.

ومنها: ما رواه الشيخ بسنده عن الصادق (عليه السلام): ” الرجل يبيع البيع، والبائع يعلم أنه لا يسوى، والمشتري يعلم أنه لا يسوى إلا أنه يعلم أنه سيرجع [ فيه ]، فيشتريه منه ؟ قال: فقال (عليه السلام): [ يا يونس ] إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لجابر [ بن عبد الله ]: كيف أنتم إذا اورثتم الذل (2) ؟ فقال [ له ] جابر: لا ابقيت (3) إلى ذلك الزمان، [ و ] متى يكون ذلك [ بأبي أنت وامي ] ؟ قال: إذا ظهر الربا، [ يا يونس ]وهذا الربا، فإن لم تشتره يرده عليه (4) ؟ قلت: نعم، قال: فلا تقربنه ” (5).


(1) راجع الصفحة: 2 من هذه الرسالة.

(2) كذا، وفي المصدر: (كيف أنت إذا ظهر الجور وأورثهم الذل).

(3) في وسائل الشيعة: (لا بقيت).

(4) كذا، وفي المصدر: (فإن لم تشتره منه رده عليك).

(5) تهذيب الأحكام: 7 / 19 الحديث 82، وسائل الشيعة: 18 / 42 الحديث 2309