پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص200

يجوز الخطأ منهم في مقام نقل الحديث أيضا، لعدم عصمتهم، فكيف صاروا في مقام نقل الحديث المعصومين وفي غيره غير معصومين ؟ ! مع أنه ورد في أخبار كثيرة وقوع الخطأ من الرواة البتة في مقام نقلهم الرواية، وأن ذلك ربما صار منشأ للاختلاف في الأخبار.

وفي بعض الأخبار في شأن عمار الموثق – الذي أجمع الشيعة على قبول روايته (1) – ” أين يذهب ؟ ما قلت كذا، بل قلت له كذا ” (2).

إلى غير ذلك.

فإذا كان مثل هذا وقع منه الخطأ، فما ظنك بغيره ممن لم تعرفه، بل وممن قال علماء الرجال: إنه كذاب، وأمثال ذلك، بل وأشد من ذلك، مع أن الواسطة جماعة، كل واحد منهم يجوز عليه الخطأ.

مع أن كون الاصول قطعية في زمان الصدوق والشيخ مقطوع بفساده، لأن الشيخ صرح بخلاف ذلك في أول ” الفهرست ” (3) وغيره، وادعى في ” العدة ” إجماع المسلمين على العمل بالأخبار الظنية من زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى زمان القائم (عليه السلام) (4)، وصرح في أول ” الاستبصار ” بأن الأخبار التي يقع فيها التعارض كلهاظنية (5)، وعرفت معنى التعارض عنده.

وأما الصدوق، فقد صرح – مكررا – أن تصحيح حديث بمجرد أن شيخه ابن الوليد صححة (6)، وهذا ينادي أن الاصول لم تكن قطعية عنده، ولذا احتاج


(1) لاحظ ! عدة الاصول: 1 / 381، تعليقات على منهج المقال: 243.

(2) لاحظ ! الكافي: 3 / 362 الحديث 1، وسائل الشيعة: 4 / 70 الحديث 4540.

(3) الفهرست للطوسي: 2 و 3.

(4) لاحظ ! عدة الاصول: 1 / 338.

(5) لاحظ ! الاستبصار: 1 / 4.

(6) لاحظ ! من لا يحضره الفقيه: 2 / 55 ذيل الحديث 241.