پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص173

مع أن مانع الحلية ومنشأ الحرمة إنما هو من جانب البنات، وأن فاطمة (عليها السلام) يشق عليها اجتماع بناتها تحت رجل، فلم [ لم ] ينه بناته عن ذلك، ولاغيره من آبائه (عليهم السلام) وأبنائه المعصومين ؟ !.

ولو كان واحد منهم ينهى البنات عن ذلك لم يرضين قطعا بذلك، ولو كان يوصي بذلك لم يخالفن الوصية، ويشتهر ذلك بين بنات فاطمة (عليها السلام)، وبينهم وغيرهم من أهل البيت (عليهم السلام)، وترتفع الفاحشة من العترة الطاهرة، ويصير مثل سائر خصائصهم (عليهم السلام) الطاهرة الشائعة.

وأين هذه الفاحشة من الخصائص الاخر، وهم قالوا: حللنا الخمس لشيعتنا، لطيب ولادتهم (1) ؟ !، فكيف أرادوا طيب المولد لشيعتهم، ولم يريدوا ذلك لذريتهم الطاهرة، مع ما عرفت من وجوب الإنذار للأقربين، ولزوم وقايتهم عن النار، وغير ذلك مما لا يحتاج إلى ذكره ؟ ! وأين التحريم الإلهي للفروج من عدم إعطاء الخمس ؟ وأين تأثير التحريم في طيب الولادة من تأثير عدم إعطاء الخمس ؟ ! ومن المعلوم – بالبديهة – أن بنات فاطمة (عليها السلام) إلى زمان الصادق (عليه السلام) من أهل بيته (عليهم السلام)، فضلا أن يكن من أهله، ومع ذلك كن في غاية الإطاعة له، كما كن في غاية الإطاعة لجدهن الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأبيهن علي (عليه السلام)، وامهن فاطمة (عليهما السلام)،وكذا الحسن والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي (عليهم السلام).

فإذا كانوا (عليهم السلام) قد أنذروا العشيرة ووقوا عن النار وأبلغوا إليهن الحكم الذي قدر الله فيهن من عدم إيذائهن فاطمة (عليها السلام)، وعدم إدخالهن الحرمة والزنا والفاحشة في نسلها ونسبها، وتحصيل طيب الولادة لها، لكن في غاية الإطاعة


(1) لاحظ ! وسائل الشيعة: 9 / 545 الحديث 12678 و 547 الحديث 12683.