پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص134

نعم، الصدوق (رحمه الله) في ” المقنع ” اعتبر الغيبوبة بعد الشفق ورؤية ظل الرأس (1)، ورواية أبي علي بن راشد رد عليه، مضافا إلى الإطلاقات والعمومات، وغيرهما مما أشرنا، والاحتياط واضح، والحمد لله (2).

فإن قلت: يمكن أن يكون مراد المعصوم (عليه السلام) أنه [ إذا ] رئي الهلال قبل الزوال يكون شرعا حكمه حكم ما إذا رئي في الليلة الماضية، وإن كان خروج الشعاع بعد المغرب.

قلت: الهلال إسم للقمر الخارج عن الشعاع، أي القدر الخارج عنه المضئ في الليلة الاولى والثانية أو الثالثة، وهذا أمر واقعي، وكذا قوله: ” فهو لليلة الماضية “، فإن الضمير راجع [ إلى الهلال ]، واللام للاختصاص، ومعنى الليلة الماضية أيضا معلوم، وكل ذلك معان واقعية.

وليس ما ذكرت من قولك: حكمه حكمه، وكذا قولك: شرعا، مذكورينفي العبارة، ولا مدلولين لتلك العبارة لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما بحسب اللغة ولا بحسب العرف، وإن شئت فاعرض العبارة على أهل العرف حتى يحصل اليقين بما ذكرنا.

نعم، ربما يكون ما ذكرت تأويلا آخر، وتوجيها ثالثا بملاحظة ما ذكرنا من أنه ليس كذلك بحسب الواقع – على حسب ما عرفت – على حسب ما حكم به الوجدان وأقوال جميع العلماء والعارفين، وغير ذلك من جميع ما مر.

ومع ذلك، التوجيهان اللذان ذكرتهما – أعني الحمل على التقية أو المظنة والغلبة – أقرب من هذا التوجيه.


(1) المقنع: 183.

(2) وردت في ب، ج: (الحمد لله رب العالمين، تمت الرسالة بعون الله تعالى)، ولم يرد ما بعد هذه العبارة في هاتين النسختين.