الرسائل الفقهیة-ج1-ص132
وهو المعتبر، وورد في الآيات (1) والأخبار (2) الأمر بمتابعة العقل وكونه حجة، وورد: ” عليكم بالدرايات دون الروايات ” (3)، و: ” إن لكل حق حقيقة، ولكل صواب نورا ” (4)، وأجمع الفقهاء على أن الحديث الموافق للعقل مقدم وراجح.
بل ومخالفتها للوجدان، إذ كثيرا ما يرى الهلال قبل الزوال (5)، مع أن الليلةالسابقة الدنيا صحو، لا غيم ولا غبار أصلا ولم يره أحد، وبالعكس، إذ كثيرا ما يرى الهلال في الليلة الماضية إلا أنه ضعيف غاية الضعف، فلا يرى في الغد إلا بعد الزوال، وربما قبل الزوال ويصير الشهر ثلاثين يوما، فيلزم أن يصير أحدا وثلاثين، وربما يرى بعد الزوال ويصير تسعة وعشرين.
وبالجملة، الفرق بين الجنوبي والشمالي، وعالي الدرجة وخلافه (6) محسوس، ومجرد التفاوت بين [ أن ] يرى ولا يرى عند خروج الشعاع لا يجعل الأمر كما في هذه الأخبار دائما، وذلك ظاهر بلا شبهة.
وعلى أي حال، كيف يقول المعصوم (عليه السلام) ما قال ؟ ! بل يحصل في كلامهم التدافع، مضافا إلى مخالفة الوجدان، مع أن موضوعات الأحكام إذا لم تكن عبادات لم تكن وظيفة الشرع، كما حقق في محله.
وبالجملة، كل هذا مضعف للدلالة، فلا يقاوم غير المضعف (7)، على أن ما
(1) لاحظ ! البقرة (2): 73 و 76 و 242، آل عمران (3): 118، الأنعام (6): 151، وغيرها.
(2) لاحظ ! الكافي: 1 / 10 كتاب العقل والجهل.
(3) السرائر: 3 / 640، بحار الأنوار: 2 / 160 الحديث 12.
(4) السرائر: 3 / 640، بحار الأنوار: 2 / 160 الحديث 12.
(5) في النسخ: (بعد الزوال)، وقد أورد في حاشية ب ما أثبتناه في المتن وأشار له بكلمة (ظاهرا)، ولعله هو الصواب.
(6) في الف: (وخلاف)، والعبارة ساقطة من ب، ج ولعل الصواب ما اثبتناه.
(7) في الأصل: (فلا يقاوم غير الضعف)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.