پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص125

من كونه قبل الزوال أو بعده بلا شبهة، بل ظهوره فيما قبل الزوال بخصوصه محتمل، بقرينة الأخبار (1)، مثل موثقة إسحاق بن عمار الآتية (2)، وأن ما قبل الزوال (3) لم يتعرض المعصوم (عليه السلام) لذكره، مع أن التعرض له أهم، سيما وأن يتعرضلذكر ما بعد الزوال وآخر النهار (4) كل واحدة منهما على حدة، مع عدم تفاوت بينهما أصلا لا من جهة الأخبار ولا من جهة الأقوال (5)، بل عدم التفاوت بديهي الدين.

فظهر أن التعرض للآخر إنما هو لإظهار كون حال قبل الزوال حاله من دون تفاوت، كما صار المتعارف أنهم يذكرون المسلم المعروف مع غير المسلم على نحو سواء، إظهارا لاستواء الحكم، ومبالغة في ذلك.

وظهر أيضا، أن عدم التعارض لذكر الأول من جهة عدم تحقق الرؤية فيه عادة، لأن المتبادر من آخر النهار هو ما قارب الغروب، وأن ما قبل الآخر داخل في وسط النهار الممتد المتصل بأول النهار الذي لم يذكر.

فظهر – بقرينة المقابلة والمقايسة الظاهرة من الرواية – أن مقدار أول النهار هو مقدار آخر النهار، ونسبته إلى طلوع الشمس نسبة آخر النهار إلى الغروب، ومعلوم عدم إمكان الرؤية فيه، إذ لابد من بعد تام عن الشمس حتى يخرج عن الشعاع، سيما وأن يرى من الغد مع وجود الشمس في غاية شعاعه وبعده عنها


(1) في حاشية ب العبارة التالية: (لعله متعلق بقوله: أعم).

(2) تهذيب الأحكام: 4 / 178 الحديث 493، الاستبصار: 2 / 73 الحديث 224، وسائل الشيعة: 10 / 278 الحديث 13412.

(3) في حاشية ب العبارة التالية: (لعله معطوف على: الأخبار وقرينة، للظهور، فالنشر مرتب).

(4) في ب، ج: (ما بعد الزوال وآخره).

(5) في الأصل: (إلا من جهة الأخبار، ولا من جهة الأقوال)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.