پایگاه تخصصی فقه هنر

الرسائل الفقهیة-ج1-ص77

من الكليني (رحمه الله).

ومما يؤيد، ما ذكرنا في هذا الخبر، من أن إبليس ما أكل من العنب والتمر بل مص منهما شيئا، وأنه لو أكل لحرم الكل، والتحريم ما تعلق بأصل العصير بل بما خالطه نفس إبليس ونصيب الشيطان.

السادس:[ ظاهر ] الأخبار الكثيرة الواردة في أن العصير إذا غلا حرم – سيما الوارد بلفظ: كل عصير (1)، وأي عصير (2) – أن العصير في اللغة مختص بالعنبي، ولهذا يقيدون لفظ العصير بلفظ العنب إذا أرادوا العصير العنبي، إذ يقولون: عصير العنب ويضيفونه إليه بمثل ما في ” الصحاح ” وغيره من أن السلاف هو ما يسال من عصير العنب قبل العصر (3).

إلى غير ذلك مما هو في كلامهم، فتتبع تجد.

وفي الأحاديث أيضا كثيرا ما ورد تقييد العصير بالعنب وإضافته إليه (4).

وأيضا، لغة العرب والفرس غالبا مترادفة والمعنى واحد، ولفظ (شيره) في اللغة الفارسية له معنى وصفي، وهو المعصر من أي شئ يكون، وبأي نحو يكون، كما أن العصير أيضا له معنى وصفي، وهو المعصور من أي شئ يكون وبأي نحو، ولهما معنى إسمي أيضا، والمعنى الإسمي لل‍ (شيره) هو القدر المشترك بين العصير العنبي والعصير التمر [ ي ]، أو العصير الزبيبي.

وكذا القشمش، وهو داخل في الزبيبي، فلعل المعنى الإسمي للعصير أيضا


(1) لاحظ ! وسائل الشيعة: 25 / 282 الحديث 31913.

(2) لم نعثر على حديث فيه لفظ: (أي عصير)، ولزيادة الاطلاع راجع: الحدائق الناضرة: 5 / 145 -146، حيث أكد عدم وجود هذا اللفظ في الكتب التي بأيدينا.

(3) لاحظ ! الصحاح للجوهري: 4 / 1377، تاج العروس: 23 / 457.

(4) لاحظ ! وسائل الشيعة: 25 / 288 الحديث 31928 و 295 الحديث 31944.