مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج11-ص67
نفي، ومن النفي إثبات.
استعمالها في العرف ك ” بلى “، وهو مقدم على اللغة.
مع أن جماعة من أهل العربية منهم ابن هشام (1) أثبت ورودها كذلك لغة، ونقله في المغني عن سيبويه، قال: ” ونازع السهيلي وغيره في المحكي عن ابن عباس وغيره في الآية، متمسكين بأن الاستفهام التقريري خبر موجب، ولذلك منع سيبويه من جعل ” أم ” متصلة في قوله تعالى: (أفلا تبصرون أم أنا خير ” (2) لانها لا تقع بعدالايجاب، وإذا ثبت أنها إيجاب ف ” نعم ” بعد الايجاب تصديق له ” (3) واستشهد على ورودها لغة في جواب الاستفهام التقريري بقول الانصار للنبي صلى الله عليه وآله – وقد قال لهم: ألستم ترون لهم ذلك؟ -: نعم، وقول جحدر: أليس الليل يجمع أم عمرو
وإيانا فذاك بنا تداني نعم وأرى الهلال كما تراه
ويعلوها النهار كما علاني (4) وإذا ورد ذلك لغة واستعمل عرفا استعمالا شائعا فالحكم بصحة الاقرار به قوي، وعليه أكثر المتأخرين (5).
قوله: ” الاستثناء وقواعده ثلاث.
الخ “.
أما الاول فهو موضع وفاق بين العلماء.
وأما الثاني فهو أصح القولين (1 و 3): مغني اللبيب 1: 113.
(2) الزخرف: 51 و 52.
(4) مغني اللبيب 2: 34 7.
(5) راجع تحرير الاحكام 2: 1 17، الدروس الشرعية 3: 1 22، جامع المقاصد 9: 1 95.