مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج9-ص64
والكنايات لا يستعملها الاصحاب في الطلاق.
وأما قوله: ” أنت من المطلقات ” فإنه إخبار لا إنشاء، لان نقل الاخبار إلى الانشاء على خلاف الاصل، فيقتصر فيه على محل النص أو الوفاق، وهما منتفيان هنا.
ومثله: أنت مطلقة، لكن في هذه قال الشيخ في المبسوط (1) إنه يقع بهما الطلاق مع النية.
وهو اعتراف بكونها كناية، لان الصريح لا يتوقف على النية.
ويلزمه القول في غيرها من الكنايات أو فيما أذى معناها، كقوله: من المطلقات، بل مع التعبير (2) بالمصادر، لانها أبلغ وإن كانت مجازا، لانهم يعدلون باللفظ إليه إذا أرادوا المبالغة، كصا قالوا في ” عدل ” إنه أبلغ من ” عادل ” ونحوه.
ورده المصنف بأنه بعيد عن شبه الانشاء، لانه إخبار بوقوع الطلاق فيما مضى كما ذكرناه، والاخبار غير الانشاء.
وفيه نظر، لان المصنف – على ما تكرر منه فيما سبق (3) مرارا – وغيره يجعلون اللفظ الماضي أنسب بالانشاء، بل قد جعله في النكاح (4) صريحا في الانشاء، [ مع أنه خبر بوقوع النكاح فيما مضى ] (5) فما الذي عدا فيما بدا؟ وقولهم: ” إن نقل الاخبار إلى الانشاء على خلاف الاصل ” مسلم لكن يطالبون بالفارق بين المقامين والموجب لجعله منقولا في تلك المواضع دون
(1) المبسوط 5: 25.
(2) في ” ح ” والحجريتين: التعيين.
(3) في ج 3: 152، وكذا في سائر العقود.
(4) في ج 7: 87.
(5) من الجحريتين.
ولم ترد في النسخ الخطية.