مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج7-ص60
[.
] والحق أنه لا منافاة بين القولين، فإن الحكم بكونه ثقة جليلا يروي عن الرضا عليه السلام لا ينافي كونه فطحيا، لأن الفطحية يزيدون في الأئمة عبد الله بن جعفر الصادق، ويجعلون الامامة بعده لأخيه موسى ثم للرضا عليهما السلام، ولا ينافي ذلك روايته عنه.
وأما كونه ثقة جليلا فظاهر مجامعته للفطيحة، لأن كثيرأ منهم بهذا الوصف سيما بني فضال.
فعلى هذا ما انفرد به الكشي من الحكم بكونه فطحيا لا معارض له حتى يطلب الترجيح.
وأما الرواية الثانية فإن في بن الحكم مشترك بين ثلاثة رجال، أحدهم: على بن الحكم الكولفى (1) وهو ثقة، والثاني: على بن الحكم تلميذ ابن أبى عمير، ذكره الكشى (2) ولم يذكر له مدحأ ولا ذما، وتبعه على ذلك جماعة (3)، والثالث: على ابن الحكم بن الزبير النخعي، ذكره الشيخ (4) في كتاب الرجال ولم يتعرض له بمدح ولا ذم أيضا.
والرجل المذكور في الرواية يحتمل كونه كل واحد من هؤلاء فلا تكون الرواية صحيحة، خصوصا الاولين فان طبقتهما واحدة وروايتهما كثيرة، ومجرد الظنبانه الأول – من حيث إن أحمد بن محمد يروي عنه كثيرا – غير كاف في الحكم به.
فهذا ما يتعلق بحجية الأخبار في القولين على وجه الاجمال.
وبقي للفريقين أيضا الاستدلال بالآية وهي قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ” (5) فقال المجوزون في وجه الاستدلال بها: إن كلمة ” أنى ” للتعميم في المكان، بمعنى ” أين ” وهي تستدعي تعدد الأمكنة، يقال: إجلس
(1) الفهرست للطوسي: 113، الرقم (378).
(2) رجال الكشى: 478، الرقم 462، ولكن فيه: ” وهو مثل ابن فضال وابن بكير “.
فلاحظ وتأمل.
(3) كابن داود في كتاب الرجال، ق 1: 138، الرقم 1046 والعلامة في الخلامة: 98، الرقم (33).
(4) رجال الشيخ: 382، الرتم (30).
(5) البقرة: 223.