مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج6-ص311
[ والسل، وقذف الدم والاورام السودائية والدموية.
والاسهال المنتن، والذي يمازجه دهنية، أو براز أسود يغلي على الارض، وما شاكله.
]قوله: ” والسل “.
وهو قرحة في الرئة يلزمها حمى دقيقة (1)، تأخذ البدن منه في النقصان والاصفرار.
وقد حكى في التذكرة (2) فيه أقوالا ثلاثة، أحدها: أنه ليس بمخوف مطلقا، لانه وإن لم يسلم صاحبه غالبا إلا أنه لا يخشى منه الموت عاجلا، فيكون بمنزلة الشيخوخة.
والثانى: أنه في انتهائه مخوف لا في ابتدائه، لان مدته تتطاول فابتداؤه لا يخاف منه الموت عاجلا، فإذا انتهى خيف.
ومنهم من عكس.
والمصنف اختار كونه مخوفا مطلقا.
وفي الحقيقة المرجع في ذلك إلى قول الاطباء وأهل التجربة لا إلى الفقيه، ولكن ما يذكره الفقهاء هنا هو أقوال الاطباء فلا يرد أنها ليست من المسائل الفقهية، لان الفقيه يضطر إلى نقل ذلك هنا ليرتب عليه الحكم.
قوله: ” وقذف الدم “.
قذف الدم إلقاؤه، وهو شامل لاخراجه من الفم بالقئ والتنخع والسعال، ولاخراجه من الانف بالرعاف، وإخراجه من المعدة بالبراز.
وليست كل هذه الاشياء مخوفة، بل بعضها كالخارج مع الاسهال ومن الفم بسبب الرية والرعاف الدائم ونحو ذلك.
قوله: ” والاورام السوداوية والدموية “.
كل واحد من الاورام جنس تحته انواع من الامراض، منها ما هو مخوف، ومنها ما ليس بمخوف، فإطلاقه مخوفية هذين الورمين أيضا متجوز، ولم يذكرهما غيره من الفقهاء.
قوله: ” والاسهال المنتن.
الخ “.
يمكن ان يعود ضمير ” شاكله ” إلى المذكور في أقسام الاسهال، فإن له أقساما
(1) كذا في نسخة بدل ” و ” وفي غيرها: دقية.
(2) التذكرة 2: 523.