مسالک الافهام الی تنقیح شرائع الاسلام-ج2-ص343
[ مقتصدا في مشيه، وقيل يرمل ثلاثا، ويمشي اربعا، وأن يقول: ” اللهم إنى اسألك باسمك الذي يمشى به على ضلل الماء.
إلى آخر الدعاء “.
] بالفتح – وهو التحية، أي أنه يحيي نفسه عن الحجر، إذ ليس الحجر ممن يحييه وهذا كما يقال: ” إختدم ” إذا لم يكن له خادم سوى نفسه.
وحكى تغلب بالهمز، وفسره بأنه اتخذه جنة وسلاحا، من اللامة، وهي الدرع.
قوله: ” مقتصدا في مشيه وقيل: يرمل ثلاثا ويمشي اربعا “.
الاقتصاد في المشي التوسط فيه بين الاسراع والبطء.
والقول باستحباب القصد فيه مطلقا هو المشهور بين الاصحاب، لقول الصادق عليه السلام: ” مشي بين المشيين ” (1).
والقول باستحباب الرمل في الثلاثة الاول، والمشي في الاربعة الباقيةقول الشيخ (رحمه الله) في المبسوط (2).
ومحله طواف القدوم خاصة، وهو أول طواف يأتي به القادم إلى مكة، واجبا كان أو مندوبا، لما رواه الصادق عليه السلام عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وآله رمل ثلاثا، ومشى اربعا (3).
والسبب فيه قول ابن عباس: ” قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة، فقال المشركون: انه يقدم عليكم قوم تنهكهم الحمى، ولقوا منها شرا.
فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرملوا الاشواط الثلاثة.
فلما رأوهم، قال المشركون: ما نراهم الا كالغزلان ” (4).
والرمل – بفتح الميم – هو الاسراع في المشي مع تقارب الخطى، دون الوثوب والعدو، ويسمى الخبب.
(1) الكافي 4: 413 باب حد المشي، التهذيب 5: 109 ح 352، الوسائل 9: 428 ب ” 29 ” من أبواب الطواف ح 4.
(2، 3) المبسوط 1: 356.
(4) سنن البيهقي 5: 7، صحيح مسلم 2: 923 ح 1266.
وليس فيهما ” ما نراهم إلا كالغزلان “.