پایگاه تخصصی فقه هنر

الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج10-ص301

= = قال (1) فرجع إليه فأخبره بالجواب فأعجبهم ذلك.

وقالوا (2): أرجع إليه فساء الدنانير لمن هي لورثته أم لا؟.

فقال (أبو عبد الله) عليه السلام: ليس لورثته فيها شئ (3) إنما هذا شئ أتي إليه في بدنه بعد موته يحج بها عنه، أو يتصدق بها عنه، أو تصير في سبيل من سبل الخير.

وقد رأينا من المناسب أن نذكر الحديث على طوله إيثارا للفائدة، وإيذانا بمبلغ اهتمام (أهل البيت) صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بأحكام الشريعةوالعناية بدقائقها، وإظهارا لما حجب عن بعض الناس من علمهم صلوات الله وسلامه عليهم الذي لا أول له ولا آخر، لأنه مستمد من علم الله عزوجل الذي لا ينفذ.

وقد شاء الله عزوجل أن يظهر أولياءه بالمظهر الذي يرضاه لهم، وأن يكشف لكل ذي عينين أن الامامة والخلافة لا تكون إلا عند معادن العلم، وينابيع الحكمة ومواضع الرسالة ممن لا تعجزهم المسألة، ولا يفوتهم شئ من العلوم مهما تنوعت أشكالها، وتعددت أقسامها، لأنهم الهداة الميامين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ووضع فيهم رسالته، وجعلهم عيبة علمه، وموضع سره، ومختلف ملائكته، ومهبط وحيه، ومعدن رحمته، ومنتهى حلمه، وأصول الكرم، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأمناء رسالته.

= = (1) أي بعض الأصحاب قال: فرجع الربيع إلى (أبي جعفر المنصور) فأخبره بالجواب عن سؤال القضاة والفقهاء فأعجبهم الجواب.

(2) أي القضاة والفقهاء قالوا للربيع: أرجع إلى (الإمام الصادق عليه السلام).

(3) لأن ما يتركه الميت إنما يكون للوارث إذا كان قد حازه واكتسبه حالةحياته.

وهذه الدية قد جائت له بعد موته فتكون له وليس لورثته فيها حق.