الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج9-ص41
= وأنك قد قلت لنبيك صلى الله عليه وآله فيما أخبرته به من دينك: يا محمد من عطل حدا من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادتي: اللهم فإني غير معطل حدودك، ولا طالب مضاداتك ولا مضيع لأحكامك، بل مطيع لك ومتبع سنة نبيك صلى الله عليه وآله.
قال: فنظر إليه عمرو بن حريث وكأنما الرمان يفقأ في وجهه فلما رأى ذلك.
عمرو: قال: يا (أمير المؤمنين) انني إنما أردت أن أكفله إذ ظننت أنك تحب ذلك.
فأما إذا كرهته فإني لست أفعل.
فقال (أمير المؤمنين) عليه السلام: أبعد أربع شهادات بالله؟ لتكفلنه وأنت صاغر.
فصعد (أمير المؤمنين) عليه السلام المنبر فقال: يا قنبر ناد في الناس الصلاة جامعة.
فنادى قنبر في الناس فاجتمعوا حتى غص المسجد بأهله وقام (أمير المؤمنين) صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس أن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله فعزم عليكم (أمير المؤمنين) لما خرجتم وأنتم متنكرون ومعكم أحجاركم لا يتعرف أحد منكم إلى أحد حتى تنصرفوا إلى منازلكم إن شاء الله.
قال: ثم نزل فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس متنكرين متلثمين بعمايمهم وبأرديتهم والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتى انتهى بها والناس معه إلى الظهر بالكوفة.
فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم دفنها فيها ثم ركب بغلته وأثبت رجليه في غرز الركاب ثم وضع اصبعيه السبابتين في أذنيه ثم نادى بأعلى صوته يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالى عهد إلى نبيه صلى الله عليه وآله عهدا عهده (محمد) صلى الله عليه وآله إلي بأنه ” لا يقيم الحد من لله عليه حد مثل ما عليها فلا يقيم عليها الحد “.