الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج7-ص151
اجتمع رجال اليهود المحاربون ودهاتهم في قلعة (نطاة).
جعل المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها.
فتح اليهود ذات يوم باب خيبر وقد خندقوا على أنفسهم خندقا.
خرج (مرحب) إلى أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وكان من رجالاليهود طويل القامة.
عظيم الهامة.
وكان مقداما عندهم مشهورا بشجاعته وبسالته.
وكلما خرج قرن من المسلمين إلى ساحة الحرب يحمل عليه مرحب فلم يتمكن أحد من المسلمين على مقاومته.
أبتلي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بوجع في شقيقته المباركة فلم يتمكن من الحضور في ميدان الحرب.
دعا (رسول الله) صلى الله عليه وآله (أبا بكر) فقال له: خذ الراية فأخذها وجاء بها مع جمع من المهاجرين إلى ساحة الحرب فلم يتمكن من محاربة (مرحب) فعاد خائبا يؤنب القوم الذين اتبعوه، ويؤنبونه.
فلما صار الغد دعا (الرسول) صلى الله عليه وآله (عمر) فأعطى الراية له فجاء بها إلى الحرب فلم يتمكن من المقاومة فرجع يجبن أصحابه، ويجبنونه.
فقال صلى الله عليه وآله: (ليست هذه لمن حملها) فقال في اليوم الثالث: (لاعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه كرارا غير فرار).
ما أعظم هذه الكلمة (يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله).
وما أعظم قائلها.
وما أعظم من قيلت في حقه.
نعم والله إنها لعظيمة جدا لعظم فضيلتها لو أمعن الانسان وأعطاه