پایگاه تخصصی فقه هنر

الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج7-ص146

فالهدف الأسمى من التبليغ (الامرة والولاية)، لا تبليغ بعض أحكام طفيفة كما يقول بعض من لا خبرة له.

إذ كيف يمكن مع أنها بلغت بتمامها ولم يبق منها شئ لم تبلغ.

ثم كيف يسوغ (للرسول الأعظم) صلى الله عليه وآله إخفاء الأحكام الالهية وعدم تبليغها إلى (حجة الوداع).

ثم إن قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) يتنافى مع تبليغ الأحكام، لأن الأحكام ليست مما يخشى ذكرها حتى يعصم الله رسوله الأعظم.

فالخشية إنما كانت لأجل هذه المهمة (الامرة والولاية) لا لأجل (تبليغالأحكام) كما يدعيه البعض، لأن الأحكام يشترك فيها المسلمون قاطبة وليس لأحد فيها نزاع لاسيما وفي بداية الاسلام.

فلا خوف ولا خشية (للرسول) صلى الله عليه وآله منهم في الأحكام حتى يعصمه الله من الناس.

ومن السخافة جدا القول بأن النبي صلى الله عليه وآله جمع الناس بعد ثلاثة وعشرين سنة من دعوته المباركة في ذلك اليوم الشديد الحر لأجل تبليغ الأحكام.

أين كان (الرسول الأعظم) صلى الله عليه وآله طول هذه المدة من التبليغ وهل يسوغ له إخفاؤها خلال المدة المذكورة وماذا كان المسلمون يعملون.

فالعبادات، والعقود، والايقاعات التي كانت تقع على أيدي المسلمين من جاء بها ومن علمهم فيا لسخافة الراي من قبول هذه الأراجيف والتمسك بها إلى هنا نقف ونحيل الأمر والقضاء فيه إلى من كان منصفا ولعله يوجد الآن من ينصفنا، أو يأتي في المستقبل جمع (النبي) صلى الله عليه وآله الناس في (غدير خم) يوم الثامن عشر من (ذي الحجة الحرام) وكان يوما شديد الحر من شدة الرمضاء يضع الرجل بعض ردائه على رأسه، وبعضه تحت قدميه.

ظلل لرسول الله صلى الله عليه وآله بثوب على شجرة سمرة من الشمس فلم