الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج6-ص407
(ولو قال: أليس لي عليك كذا؟ فقال: بلى، كان إقرارا)، لأن بلى حرف يقتضي إبطال النفي، سواء كان مجردا (1) نحو ” زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي ” (2) أم مقرونا بالاستفهام الحقيقي كالمثال (3)، أم التقريري نحو ” ألم يأتكم نذير قالوا بلى ” (4) ” ألست بربكم قالوا بلى ” (5).
ولأن (6) أصل، بلى، بل، زيدت عليها الألف (7)، فقوله: بلى، رد لقوله: ” ليس لي عليك كذا ” فإنه الذي دخل عليه حرف الاستفهام، ونفي له، ونفي النفي إثبات فيكون إقرارا.
(وكذا لو قال: نعم على الأقوى)، لقيامها مقام بلى لغة وعرفا أما العرف فظاهر (8)، وأما اللغة فمنها قول النبي صلى الله عليه وآله للانصار: ألستم ترون لهم ذلك؟ فقالوا: ” نعم ” وقول بعضهم (9):
(1) أي عن الاستفهام.
(2) التغابن: الآية 7.
(3) المذكور في كلام المصنف رحمه الله.
(4) الملك: الآية 8.
(5) الاعراف: الآية 171.
(6) هذا وجه ثان للحمل على الاقرار.
(7) مبالغة في المعنى.
(8) حيث شاع استعمال أحدهما مكان الآخر.
(9) هو الجحدر بن مالك.
أنشد هذين البيتين ضمن أبيات حين أمر به الحجاج إلى السجن.
فقال لبعض من يريد الخروج إلى اليمامة: تحمل عني شعرا، فأنشد الأبيات.
والشاهد في وقوع ” نعم ” اثباتا في جواب إستفهام النفي.