الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج6-ص403
(ولو قال: لي عليك ألف، فقال: نعم، أو أجل، أو بلى، أو أنا مقر به لزمه) الألف.
أما جوابه بنعم فظاهر، لأن قول المجاب إن كان خبرا فهي بعده حرف تصديق، وإن كان استفهاما محذوف الهمزة فهي بعده للاثبات والاعلام.
لأن الاستفهام عن الماضي إثباته ب ” نعم ” ونفيه ب ” لا “.
وأجل مثله (1).
وأما بلى فإنها وإن كانت لابطال النفي، إلا أن الاستعمال العرفي جوز وقوعها في جواب الخبر المثبت كنعم، والاقرار جار عليه (2) لا على دقائق اللغة، ولو قدر كون القول (3) استفهاما فقد وقع استعمالها (4)في جوابه (5) لغة وإن قل، ومنه (6) قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: ” أترضون أن تكونوا من ارفع أهل الجنة؟ ” قالوا: ” بلى ” (7) والعرف قاض به.
وأما قوله: أنا مقر به فإنه وإن احتمل كونه مقرا به لغيره، وكونه (8) وعدا بالاقرار، من حيث إن مقرا اسم فاعل يحتمل الاستقبال
(1) أي مثل نعم في جميع ما ذكر.
(2) أي على الاستعمال العرفي.
(3) أي قول القائل: ليس عليك ألف.
(4) أي استعمال بلى.
(5) أي في جواب الاستفهام.
(6) أي ومن وقوع (بلى) في جواب الاستفهام لغرض الاثبات.
(7) راجع (سنن ابن ماجه) طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي سنة 1373 الجزء الثاني كتاب الزهد ص 1432 رقم الحديث 4283.
(8) أي احتمل كونه وعدا.
فالاحتمالات ثلاثة.