الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج6-ص227
العدالة: المسلمين.
أما اختيار الطريق الأول فهو نقض للغرض.
وكر على ما فر منه.
حيث محارب الاسلام، يملك روحا خبيثة، دعته إلى منابذة داعي العدالة وسحق حامل مشعل الانسانية، فلا يستحق هكذا إنسان أن يكون مبسوط اليد يفعل ما يشاء من غي وعيث وفساد، ويعمل في ضد مصلحة الانسان وفي مناقضة الصالح العام.
!
كلا.
إنه طريق لا يستحسنه العقل الحكيم ولا يحبذه سلوك العقلاء مع الأبد.
فيبقى الاختيار بين الطريقين الآخرين: القتل أو الاستعباد.
ولا شك أن الثاني أرجح في نظر العقل، لأن الوجود مهما كان فهو أولى من العدم، ولا سيما إذا كان واقعا في طريق الاصلاح.
فإن وجود هذا الكافر المنابذ للاسلام وإن كان فاسداومضرا بالعدالة الانسانية، لكنه حينئذ مقيد بتربية إسلامية، فلا يمكنه التخلف عن تعاليم الاسلام من بعد ذلك فهو منصاع لا محالة لما يتلقاه أو يدور حوله من أوضاع صحيحة، إذ يلامس حقيقة الاسلام وحقيقة العدالة وواقع الانسانية الفاضلة فيرغب إليها عن طيب نفس ويستسلم للدين طوع رغبته.
هكذا يعمل الاسلام مع الاسرى، أي يفتح لهم مدرسة تربوية فيقلب بهم من ذوات خبيثة إلى ذوات طيبة.
ومن فرد