الروضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة-ج6-ص222
كانت جيوش المسلمين تتجه إلى أكناف العالم صارخة بالدعوة إلى الحرية والعدالة والعلم لتحرر الشعوب من نير الاستعباد، ومن ضغط الظلم.
وظلمة الجهالة.
كانت الأمم ترحب بهذه الدعوة الانسانية، وتجد آمالها متحققة في ظل الاسلام العادل فتدخل في دين الله أفواجا أفواجا من غير إكراه، أو عنف (لا إكراه في الدين قدتبين الرشد من الغي).
هكذا عرف الاسلام نفسه.
وهكذا عرفته الأمم فأقبلت تعتنقه عن طوع ورغبة.
الاسلام دين ينبذ العنصرية ويحاربها حربا شعواء لا هوداة فيها.
إن القوميات تنصهر في بوتقة الدين الاسلامي لتكوين أمة واحدة تبتني وحدتها على أساس العقيدة والايمان بالله.
فكلمة التوحيد هي الأساس لتوحيد الكلمة.
نعم إن الشعوبية جاءت من قبل اليهود، إنهم شعوبيون وأتحفوا العالم بالشعوبية.
كما أن القومية العنصرية جاءت من قبل (بني أمية) دخلاء الاسلام والاسلام منهم براء.
فأطاحت بهيكل الاسلام وشوهت سمعته البريئة.
فيا لسخافة الراي من قبول شريعة الدخلاء، ورفض شريعة الكرماء.